في جزائر “أرفع راسك يابا" تنتهي السنة بانهيار سقف بيت على رأس عجوز في القصبة أدى بها إلى الموت وتنتهي أيضا بعائلة مشردة في البيض جعلها العوز والفقر تعطي بناتها الخمس لعائلات متفرقة حتى تضمن لهن الحياة. هذه هي الجزائر اليوم، ضائعة بين كوارث اجتماعية وجرائم خطيرة وسياسة عقيمة وساسة لا يهمهم سوى الانتخابات المزورة التي يبنون بها دولة من كرطون. لا أعرف إن كانت السلطة ستكون انطباعاتها عن السنة مثل انطباعات الشعب، أم أن الأمر أيضا سيختلف هنا وتظن نفسها أنها “جابت السبع من ذيله" عندما نظمت انتخابات “طاق على من طاق" وعبّدت الطريق أمام الشكارة حتى تكون هي النائب والمير وحتى السيناتور. ولا أعرف هل سمعت السلطة بأنين شعبها الذي يئن خارج اللعبة السياسية وهل تعرف مشاكله خارج الصندوق الذي تستدعيه بأن يضع صوته “بالسيف عليه"، أم أنها تصم آذانها على كل ما يمكن أن يزعجها ويعكر صفوها. على كل، مرّت السنة على أسوأ ما يكون على الرغم من البحبوحة التي قيل إنها بحبحت الميزانية وأخرجتها من ضيقها ولكن الشعب لم ير شيئا منها وما زال الفقر يقتل ويشرد ويؤدي للجريمة، أما المستفيد الحقيقي من البحبحة فكانت الأفامي التي أرادات أن تفك ضيقها على حسابنا وكذلك فرنسا التي عرفت كيف تغرف دون رقيب. ولكن على الرغم من كل المآسي التي حدثت خلال العام، لست أدري لماذا أحسّ بأن ما سيحدث خلال السنة القادمة سيكون أسوأ بكثير مع استمرار سياسة “الترابانديست والبنعميس" وأنتم تعرفون أن اللعبة الكبيرة لم تلعب بعد!