لم يكن ريتشارد برانسون، طالبا متفوقا بالمدرسة، كما يعتقد البعض، فقد كان يعاني من مرض عسر القراءة، وكان يجد صعوبة في قراءة المناهج الدراسية، وكان يشعر بحرج شديد لضعف قدرته على القراءة لدرجة أنه كان يقضي الساعات في حفظ النصوص كلمة بكلمة عندما كان يعرف أنه سيطلب منه القراءة أمام الآخرين، وكانت درجاته في اختبارات تحصيل الذكاء منخفضة، وكان مدرسوه يرون أنه ليس ذكيا. كيف استطاع ريتشارد برانسون، الخروج من هذا الموقف غير الواعد الذي كان يعاني منه في الطفولة، ليكون العقل المدبر الذي وقف خلف 150 مشروع والتي تحمل شعار “فيرجن"Virgin"، ولتصل ثروته إلى ما يقدر بثلاثة مليارات دولار؟ مع ذلك فإن ريتشارد، أسس مجلة أطلق عليها اسم “ستيودنت" في سن السادسة عشرة، وقد بدأ من الصفر، حيث لم يكن معه سوى 4 دولارات لتغطية نفقات البريد والهاتف، تبرعت بها أمه! وقد عمل في مرآب المنزل، وادخر قدر استطاعته، لكنه لم يبخل على حلمه الإبداعي، الذي ظل بمثابة قوة حافزة له. وكان مدير المدرسة (والذي يبدو أنه أدرك أيضا أن اختبارات حاصل الذكاء قد تكون خاطئة) قد تنبأ له بمستقبل باهر، حيث قال له يوما: “تهاني يا برانسون. أتنبأ لك بأنك إما ستذهب إلى السجن، أو تصير مليونيرا". وفي عام 1970، أسس شركة لبيع التسجيلات الصوتية عبر البريد، وفي عام 1972 فتح أول محل لبيع الأسطوانات أطلق عليه اسم “Virgin". وتوسع اسم “Virgin" بسرعة في الثمانينيات، عندما أسس شركة طيران باسم “فيرجين اتلانتيك إيروايز". أما أول مشاريعه الحقيقية، فكانت عندما بدأ يسافر عبر بحر المانش إلى فرنسا ويشتري صناديق من الأسطوانات ذات الأسعار المنخفضة ويبيعها إلى محلات في العاصمة لندن. واستمر في بيع الأسطوانات عبر طلبات البريد من شركة أطلق عليها اسم “فيرجين" وهو الاسم الذي اختارته واحدة من الموظفات التي لاحظت أن جميع العاملين لم يشتغلوا في هذا المجال من قبل. وفي عام 1984، أسس “برانسون فيرجين أتلانتيك ايروايز" ثم “فيرجين موبايل" عام 1999 و«فيرجين بلو" في أستراليا عام 2000. واحتل المرتبة التاسعة في قائمة مجلة “صاندي تايمز" لقائمة أغنى أغنياء بريطانيا عام 2006 حيث بلغت ثروته 3 مليارات جنيه إسترليني. وفي عام 1993، دخل برانسون ما اعتبره كثير من المتخصصين والخبراء مجالا محفوفا بالمخاطر وهو قطاع السكك الحديدية. فقد فازت شركته “فيرجين ترينز" بتوكيل استخدام خط الساحل الغربي. ويحتل برانسون المرتبة ال112 في قائمة أغنى أغنياء العالم طبقا لمجلة “فوربس" الأمريكية حيث تقدر ثروته ب2.97 مليار دولار أمريكي.