قدمت فرقة المسرح الجهوي عبد القادر علولة لوهران، ليلة أول أمس، عرضا مسرحيا بعنوان “المشعل" في إطار احتفالية الذكرى الخمسين لتأميم المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي. «المشعل" مسرحية تروي تفاصيل سقوط الجزائر في يد الاستعمار الفرنسي ورحلة كفاح الشعب على مدار أزيد من قرن من الزمن. المسرحية من تأليف “عباس لخضر" وإخراج “مجاهري ميسوم"، وهي مزيج بين عرض مسرحي وسينمائي، حيث توسطت الخشبة شاشة عرض كبيرة كانت تظهر عليها مقاطع فيديو وصور مختلفة تعكس جرائم الاستعمار والمقاومة الجزائريين، صور لمجاهدين مثل أحمد زبانة، لالة فاطمة النسومر، الأمير عبد القادر، المقراني، بوعمامة... وغيرهم من وجوه المقاومة. تبدأ المسرحية بعبارة “الهربة، الهربة" التي يطلقها شيخ يهمّ بالهرب رفقة عائلته احتماء من إحدى الغارات الفرنسية. وعلى طول ساعتين من الزمن، تتوالى الأحداث لتظهر معاناة الشعب بعد قدوم المستوطنين الذين استعبدوا القرويين الجزائريين ونهبوا ثرواتهم أمثال “مارتيناز"، الذي تصور المسرحية من خلال شخصيته، كيف حاول المستعمر تجسيد العبودية على الجزائري الذي استولى على أرضه وحاول الدوس على عرضه، وهي الممارسات التي لم يستطع الجزائري إلا الانتفاض في وجهها والقيام بثورة لانتزاع حريته، كما تصور المسرحية. طغت على العرض الأزياء التقليدية، ووظفت ألوان العلم الوطني بكثافة، حيث تراها في ملابس المجموعة الصوتية التي تظهر بين مقطع وآخر منشدة أغانٍ وطنية. هذا، ولم يوفق تقني الموسيقى في اختيار المؤثرات الصوتية المناسبة، ففي بعض المراحل توحي الموسيقى والشكل بأجواء سرك وليس بأجواء مسرحية. تجدر الإشارة إلى أن تقنية “الداتا شو" طغت على العرض المسرحي على حساب الممثلين.