“فرنسا التي استعمرتنا بالأمس، تستغلنا اليوم"، “ارحل يا قنصل"، “لا لقرارات الطرد"، “الحكومة الفرنسية حكومة قاتلة"، هي تلك الشعارات التي رفعها، مساء أول أمس، أزيد من 300 شخص من المهاجرين غير الشرعيين والمساندين لهم بمدينة ليل الواقعة شمال فرنسا للمطالبة بتسوية الوثائق الإدارية للمضربين عن الطعام، يتقدمهم الجزائريون بالتراب الفرنسي. لم تمنع الثلوج المتساقطة على شمال فرنسا المتظاهرين من الخروج إلى الشارع للتنديد بالصمت الذي التزمته الحكومة الفرنسية اتجاه 40 مضربا عن الطعام، من بينهم 27 جزائريا للمطالبة بوثائق الاقامة، رغم أن الاضراب دخل يومه 73، إلا أن الوضع لا يزال على حاله، وقد جاب المتظاهرون الشوارع الرئيسية لعاصمة الشمال الفرنسي تحت الثلوج رافعين شعارات منددة بالتمييز العنصري الذي تنتهجه الحكومة الفرنسية، وتلاعب رئيس المقاطعة الإدارية لشمال فرنسا بحياة 40 مضربا عن الطعام من بينهم 27 جزائريا، وقد وقف المتظاهرون طويلا أمام القنصلية العامة للجزائر بليل، حيث طلبوا من القنصل مغادرة التراب الفرنسي لعدم اهتمامه بشؤون الجزائريين، والسماح بطرد جزائريين في ظروف صحية صعبة وغير إنسانية استدعت تواجدهم بمستشفيات الجزائر للعلاج، كما قال المتظاهرون أن الظروف أجبرتهم على اللجوء إلى البلد الذي قاومه آباؤهم وأجدادهم خلال الفترة الاستعمارية، وأن مليون ونصف مليون شهيد هي تلك الفاتورة التي دفعها الجزائريون مقابل استقلالهم من فرنسا التي تستغل أبنائها الآن، مذكرين أن المعركة لا تزال متواصلة باعتبارهم من أحفاد الأمير عبد القادر وأبناء كريم بلقاسم، وأدى المتظاهرون الذين يتقدمهم الجزائريون النشيد الوطني قبل مواصلة مسيرتهم إلى غاية كنيسة سان موريس التي يقبع بالقرب منها تحت خيمة المضربون عن الطعام، كما ندد المتظاهرون بموقف وزير داخلية فرنسا “مانويل فالس" الذي أصدر تعليمة في نوفمبر الفارط تحتوي على شروط تعجيزية مقابل تسوية وضعية المهاجرين منها الإقامة بفرنسا لمدة 5 سنوات، الحصول على عقود عمل، وكشوف الأجور. وقالت جمعية “csp59 " في بيان لها استلمت “الجزائر نيوز" نسخة منه، إن المسيرة جاءت للرد على التلاعب بحياة المضربين عن الطعام من طرف رئيس المقاطعة الادارية لشمال فرنسا بعد اجتماعهم به الخميس الفارط، والذي دعا المضربين عن الطعام إلى توقيف احتجاجهم مقابل دراسة حالتهم حالة بحالة طيلة سنة وأنه لا يمكن معالجة ملفاتهم على الفور، مضيفين في بيان لهم أن رئيس المقاطعة الادارية لمدينة ليل الفرنسية أخلف بالوعود السابقة التي منحها للجمعية وحاول كسر الحركة الاحتجاجية التي لقيت أذانا صاغية من طرف المساندين عبر مختلف مدن فرنسا، ليقوم باستدعاء 9 جمعيات أخرى الجمعة الفارطة يطلب منها التفاوض معها وإيداع ملفات المهاجرين غير الشرعيين قصد تهميش جمعية “csp59 "، يضيف ذات المصدر الذي أشار إلى أن المضربين عن الطعام رغم حالتهم الصحية المتدهورة إلا أنهم يؤكدون مواصلتهم للحركة الاحتجاجية والاضراب عن الطعام إلى غاية تسوية وضعية 147 شخص الذين دخلوا في الثاني نوفمبر من السنة الفارطة في إضراب عن الطعام ليتوقف العديد منهم بعدما ساءت حالتهم الصحية، فيما واصل 40 آخر الاضراب. للإشارة، فقد ساندت العديد من المنظمات الفرنسية الحركة الاحتجاجية للمهاجرين غير الشرعيين، من بينها نقابة العمال الفرنسيين cgt التي أصدرت بيان تنديد باستغلال العمال من المهاجرين غير الشرعيين بطريقة قانونية وهضم حقوقهم، مطالبين بتسوية وضعيتهم وادماجهم في سوق العمل بطريقة قانونية، كما قام المهاجرون غير الشرعيين والمساندون لهم بمختلف المدن الفرنسية باقتحام العديد من المنشآت التابعة للحكومة الفرنسية، من بينها شركة الطيران الفرنسي “اير فرنس" للتنديد بترحيل الجزائريين “أحمد وعز الدين" على متن طائراتها.