تحتاج المتاحف المنتظر انجازها، بالجزائر، في أفق 2020، إلى مهندسين متخصصين في البناء المتحفي ومرتبطين بالشأن الثقافي والفني للبلاد وواعين بالتراث المادي واللامادي وبالخلفيات التاريخية أيضا. هذا ما توصل إليه المشاركون في، الملتقى الدولي حول “التصميم المتحفي وخبرات تصور وإدارة المتاحف"، الذي وقف عند حاجة الجزائر الملحة إلى خبرات عالمة، منفتحة على تكنولوجيات الإعلام والاتصال، لأن فن إنجاز المتاحف لا يدرس في معاهد الهندسة الجزائرية، يسجل قطاع الثقافة عجزا كبيرا في إيجاد الكفاءات المناسبة لتطبيق مخططات التجديد الثقافي، خاصة في مجال المتاحف، الذي أبان في الفترة الأخيرة، حسب عبد الحليم سراي، المدير العام للوكالة الوطنية لتسيير إنجازات المشاريع الكبرى للثقافة، على “أخطاء كثيرة ونقائص أكثر ترتبط كلها بمقاربة هندستنا للمتاحف، وهو واحد من السلبيات التي أثرت على المردود السياحي في السنوات الأخيرة". لم يعد ممكنا، اليوم، أن تحقق الجزائر برنامجها المتحفي، بأساليب قديمة أو بعيدة عن الراهن المتحفي العالمي، وبدون الاطلاع والتعلم من التجارب الاوروبية الناجحة في المجال. فالجزائر ستعرف إنشاء “المتحف البحري للعاصمة" بالأميرالية، حيث أسس قلعة خير الدين المشكلة للبناء الدفاعي القديم الخاص بإيالة الجزائر، “متحف إفريقيا" الذي سيتم إطلاق أشغال إنجازه بالمحمدية (الحراش الجزائر العاصمة)، حسب توضيحات إطارات بوزارة الثقافة. كما توجد مشاريع متحفية قيد الدراسة والإنجاز، منها المتحف الوطني للزربية، الموسيقى التقليدية وآلات الموسيقى، المنمنمات، اللباس التقليدي، الطبخ التقليدي، والموزاييك. وقد أشارت وزيرة الثقافة إلى برنامج واسع موازٍ، عشرين متحفا جهويا (قالمة، سوق أهراس، النعامة، غرداية، الوادي، تيارت، عنابة، تلمسان، الجلفة، بشار...) ناهيك عن المتحفين الوطنيين بقسنطينة ومعسكر. من جهته، أوضح المدير المركزي بوزارة الثقافة، مراد بوتفليقة، أن الأمر يتعلق إجمالا ب 45 مشروعا مسجلا في إطار البرنامجين الخماسيين 2005-2009 و2010-2014 ومن المرتقب إنجازها في حدود 2020 ليرتفع بذلك عدد المتاحف بالجزائر إلى حوالي 100 متحف.