انتهت العمليات العسكرية رسميا، أمس، بحقل الغاز تيغنتورين حسب أكثر من مصدر رسمي أمني ومدني محلي، بحصيلة ثقيلة تتمثل في 17 قتيلا بينهم 9 إرهابيين، وتم تحرير أربعة رعايا أجانب من جنسيات بريطانية وكاميرونية وأمريكية. بعد صبيحة غامضة، أمس، من حيث المعلومات على كافة الأصعدة، كان لزاما على الإعلاميين انتظار الرابعة من عصر أمس لكي تنزل آخر الأرقام، قامت فيها مصالح الدرك الوطني بفتح أبواب مقرها الرئيسي بعين أمناس أمام الصحفيين لأول مرة منذ يوم الأربعاء الماضي تاريخ الهجوم على تيغنتورين. وكانت “الجزائر نيوز" والنهار أولى الصحف التي ولجت إلى مقر الدرك الوطني للمدينة، حيث صادفت أعوان هذه الهيئة يسجلون شهادات أربع رعايا أجانب (بريطانيين ونرويجي وكاميروني) هم آخر الرهائن من غير الجزائريين الذين خرجوا من قاعدة الجحيم بتيغنتورين. كل عناصر الدرك في عين أمناس كانت مجندة أمس لإنهاء عملية نقل الشهادات في محاضر رسمية لإخلاء سبيل المحررين الأربعة. ولم تسجل حسب معلوماتنا التي استقيناها من قيادات أمنية أية عملية تحرير جديدة في صفوف العمال الجزائريين الذين يكونون غادروا منطقة الحقل ليلة الجمعة إلى السبت عن آخرهم بين فار بمفرده وبعض المحرر من طرف الجيش. هذا وتنقل السفير البريطاني بالجزائر، أمس، شخصيا إلى عين أمناس للتأكد من وضع جميع الرعايا البريطانيين العاملين ببريتيش بتروليوم. لكن الحصيلة الأثقل كانت أمس بين الإرهابيين، حيث تكبدت الجماعات المسلحة المتحدة في منطقة الساحل أثقل حصيلة في الجزائر منذ اندلاع العمليات العسكرية بشمال مالي، إذ قتل الجيش أمس تسعة إرهابيين، ما يعني ارتفاع عددهم إلى 18 منذ انطلاق العمليات، بينما يوجد إثنان رهن الاعتقال لدى مصالح الأمن، أحدهم مصاب. أما عن القتلى الأجانب فيقول مصدرنا، إن عددهم وصل أمس إلى ثمانية أجانب من جنسيات ماليزية، فيليبينية، بريطانية وأمريكية بينما لم يسقط أمس أي جزائري. وقال مصدر آخر من تيغنتورين إن عددا من الإرهابيين الذين يئسوا من الطوق الأمني المفروض عليهم من قوات الجيش، قد فجروا أنفسهم بمصنع الغاز المسمى “سي بي آف" بعد أن قام التقنيون بمنع كل الشروط الفيزيائية التي ينجم عنها انفجار كارثي، إذ قطعت كل عملية سريان الغاز عبر كافة الأنابيب من مصادرها تحول دون تنفيذ المخطط الإرهابي كورقة وحيدة لإنقاذ عمليتهم من الفشل. هذه الرواية حسب مصادرنا هي التي ترجح مقتل الرهائن الأجانب الثمانية أمس، وليس العمليات العسكرية التي قام بها الجيش. هذا، وعرضت مصالح الدرك الوطني ما حصدته من ذخيرة وأسلحة ووسائل اتصال كدليل على انتهاء العملية، منها قنابل يدوية وأخرى قنابل مضادة للأفراد، بالإضافة إلى ست رشاشات كلاشنيكوف ورشاشين آليين من نوع “أف أم" وعلبتين من سلاسل الرصاص الخاصة بسلاح ال “أف أم". كما حجزت مصالح الجيش راية بيضاء مكتوب عليها باللون الأسود “لا إله إلا الله محمد رسول الله" ومنظار وكاميرا محمولة من النوع الصغير لم نتعرف على طرازها لأنها كانت مصابة بشظايا انفجار ما. تضارب كبير حول المعلومات وكيفيات العمليات قال مصدر حكومي ل “الجزائر نيوز" إن الوزير الأول سيعقد خلال ال 48 ساعة القادمة ندوة صحفية للإجابة على كل الأسئلة والاستفهامات التي تحيط بموقعة تيغنتورين، وهذا ما يفسّر حرص الحكومة على رفع كل اللبس مما ورد في الاعلام منذ الأربعاء الماضي وتصحيح كافة الأرقام المتناقضة، إذ بالرغم من أن بعضها قد ورد بشكل شبه رسمي من مسؤولين أمنيين، إلا أن الأرقام ظلت تتحول بين الفينة والأخرى لوجود أنقاض كبيرة، أكدت مصادر، أن تحتها جثث عديدة لم يتم إحصاؤها. هذا، وتشير المعلومات أيضا إلى أن العملية تكون قد انتهت ليلة الجمعة إلى السبت وليس عصر أمس، وتستدل المصادر على صحة هذه الرواية بعودة التيار الكهربائي في الفترة المذكورة آنفا، بعد أن كان الارهابيون قد قطعوه لحجب الرؤية عن أفراد الجيش الذين يُجهل إلى حد الساعة عدد الأفراد الذين سقطوا ضحايا من بينهم، مع وجود احتمال عدم وقوع ضحايا بينهم. لكن المؤكد أن العملية تبقى مهمة جدا بالنسبة لخبرة وتجربة الجيش الوطني الشعبي لتعزيز نقاط الضعف وتحصين عوامل القوة وتطويرها. هل قُتل بن شنب زعيم انفصاليي الجنوب؟ لم يؤكد أي مصدر رسمي ذلك إلا أن أحد الرهائن الجزائريين الذي التقته “الجزائر نيوز"، أمس، بمطار عين أمناس، قال إن هذا الأخير شاهده وهو بإصابة بالغة طالته من أعلى رقبته إلى أحد كتفيه وكان مضرجا بالدماء، وكان قد منع الرهائن من مناداته ب “الشاف" وطلب منهم مناداته بكنيته عمي الطاهر بن عائشة، والمعروف أن اسمه الحقيقي محمد أمين بن شنب. مؤشرات تيغنتورين مقتل 18 إرهابيا مقتل 33 أجنبيا اعتقال 02 ارهابيين وفاة دركي وإصابة آخر مقتل حارس جزائري تحرير أكثر من 600 رهينة بين جزائريين وأجانب مبعوث الجزائر نيوز إلى عين أمناس/ عبد اللطيف بلقايم