قررت، أمس، وزارة التربية الوطنية تحديد عتبة الدروس للتلاميذ المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2013، بعد ضغوطات كبيرة عليها من خلال الإضراب عن الدراسة لقرابة أسبوع، حيث حددت تاريخ 2 ماي المقبل للإعلان عن عتبة الدروس التي ستُبنى على أساسها مواضيع الاختبارات. رضخ، أمس، وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد، لمطلب تلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا “جوان 2013"، القاضي بتحديد عتبة الدروس التي تبنى على أساسها أسئلة الامتحان، بعد ضغوطات كبيرة مارسها التلاميذ منذ منتصف الأسبوع الماضي وإلى غاية نهار أمس، حيث نظم تلاميذ البكالوريا احتجاجا أمام وزارة التربية مؤكدين عدم العودة إلى مقاعد الدراسة إذا لم يقرر تحديد العتبة، ما دفع الوزير بابا أحمد إلى الإسراع في احتواء غضب التلاميذ، من خلال العدول عن قراره السابق المتعلق بإلغاء تحديد عتبة الدروس، حيث أعلنت وزارة التربية أن الوزير قرر اتخاذ نفس التدابير التنظيمية التي اتخذتها الوصاية في السنوات السابقة في الامتحانات الرسمية، وأن مواضيع امتحان شهادة البكالوريا لن تخرج عن الدروس التي تم تقديمها فعلا للتلاميذ في الأقسام، وأن الدراسة ستتوقف مساء يوم الخميس 2 ماي المقبل، وهو نفس التاريخ الذي ستعلن فيه عن عتبة الدروس. كما قرر الوزير بابا احمد اعتماد موضوعين اثنين للاختبار الواحد في كل مادة من مواد الشعبة، حيث يختار الطالب موضوعا واحدا قصد مساعدته وإعطائه فرصة تمكنه من انتقاء الموضوع المناسب، حسب الوزارة، إلى جانب إضافة 30 دقيقة للتوقيت المخصص لكل اختبار في الامتحان لتمكين المترشح من قراءة متأنية للموضوع وفهم العناصر الأساسية الواردة فيه قبل الشروع في الإجابة، إضافة إلى عدم تطبيق الوضعية الإدماجية. وطمأنت وزارة التربية الوطنية مترشحي البكالوريا المحتجين، بأن القرارات التي اتخذها الوزير بابا احمد سيتم تطبيقها ومتابعتها من طرفه، بعد أن وجهت تعليمات بهذا الشأن إلى مدراء التربية الخمسين عبر الوطن وكذا مفتشي البيداغوجيا ومديري المؤسسات التعليمية والأساتذة، من أجل ضمان تقديم دروس بوتيرة عادية دون حشو أو تسرع بالكيفية التي تمكن التلاميذ من الفهم، وقد شددت الوزارة على المدراء ضرورة إبقاء المؤسسات التربوية مفتوحة للتلاميذ إلى غاية تاريخ إجراء امتحان البكالوريا، بغية تمكينهم الاستفادة من حصص الدعم والمراجعة وكذا المذاكرة الفردية والجماعية. للإشارة، فإن تاريخ إجراء امتحان شهادة البكالوريا حدد يوم 2 جوان المقبل إلى غاية 6 من نفس الشهر. نقابات التربية تنتقد قرار بابا أحمد وتؤكد أن العتبة ضرب لمصداقية الشهادة من ناحية أخرى، تفاجأت، أمس، نقابات التربية بقرار المسؤول الأول عن القطاع عبد اللطيف بابا أحمد، ورضوخه بشكل سريع لمطلب تلاميذ الأقسام النهائية المتعلق بتحديد عتبة الدروس في البكالوريا لدورة جوان المقبل، حيث أكد المنسق الوطني للمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “الكناباست" نوار العربي، أن تحديد العتبة يضرب مصداقية شهادة البكالوريا والمستوى الحقيقي للتلاميذ، خاصة وأن هذا الإجراء من المفروض أن تلجأ إليه الوصاية في الحالات الاستثنائية التي تسجل تأخرا في الدروس، أما السنة الجارية، فالدروس -حسبه- تسير بشكل عادي، مشيرا إلى أنه من الأفضل للوزارة أن تعود إلى النظام القديم الخاص بالانقاذ والبطاقة التركيبية للتلاميذ مع تغيير سلم التنقيط، حيث يصبح مناصفة بين الأسئلة الخاصة بالمعلومات والأسئلة التي تتطلب التحليل والتركيب، أي 50 بالمائة، 50 بالمائة عوض 60 بالمائة و40 بالمائة المعتمدة حاليا، مشيرا إلى أن اعتماد العتبة يجعل التلميذ لا يدرس جميع المواد. من جهته، أكد رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية بوجناح عبد الكريم أن العتبة تهدد مصداقية الشهادة على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن مواصلة تحديد العتبة كل سنة رضوخا لمطلب المحتجين، يهدد مستقبل التلاميذ، مجددا مطلب النقابة الذي قدمته في وقت سابق للوزارة والمتعلق بضرورة الكف عن تحديد العتبة والتلاعب بمستقبل التلاميذ ومصداقية الشهادة، وهو نفس الرأي الذي أكده المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السناباست" مزيان مريان، مؤكدا أنه لا يجب البحث عن السلم الاجتماعي بمثل هذه القرارات، مطالبا الأولياء التحرك بصفة استعجالية.