كشف عبد المجيد سيدي السعيد أمين عام المركزية النقابية، أن الرئيس بوتفليقة لم يأمر يوما بالزيادة في الأجر الأدنى المضمون في كل الثلاثيات التي انعقدت سابقا “إنما هو عمل وجهد الاتحاد العام للعمال الجزائريين بفضل مفاوضاته مع مختلف القطاعات المعنية، أما الرئيس فمهامه في هذه المسألة إنما كانت الموافقة أو رفض ما توصلت إليه اجتماعاتنا فقط". أفاد عبد المجيد سيدي السعيد بهذا التصريح عندما سألته “الجزائر نيوز" عن الخلفية التي تجعل في كل مرة تقريبا، من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المبادر بأمر انعقاد الثلاثية ومناقشة رفع الأجر الأدنى المضمون، إلى درجة يتصور فيها الجزائريون أنه لن تُراجع أجور الموظفين إلا إذا تحرك الرئيس. وانتفض سيدي السعيد معتبرا أن التصور السائد سطوا على مجهود الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إذ قال بالحرف الواحد، أمس، على هامش الاحتفال بذكرى اغتيال عبد الحق بن حمودة الأمين العام الأسبق للمركزية النقابية، قال “من قال لكم هذا، فالرئيس لم يأمر يوما بزيادة الأجر القاعدي الأدنى المضمون، فالرئيس كان من صلاحياته رفض نتائج اجتماعات الثلاثية السابقة في هذا السياق أو الموافقة عليها لا أكثر"، ليزيد على كلامه “لكن هذا لا يعني أننا نعارض المبادرة لو جاءت من لدنه فليس لدينا إشكال". ويكشف سيدي السعيد هذا الأمر برغم نزول العديد من التقارير الرسمية عبر الاعلام الرسمي في السابق تؤكد بأن أوامر انعقاد الثلاثية لمناقشة رفع الأجر الأدنى المضمون، جاءت من الرئيس بوتفليقة شخصيا. وبالمناسبة وعما إذا كان في أجندة الاتحاد مراجعة جديدة للأجر الأدنى المضمون، أجاب سيدي السعيد بالنفي، مردفا “معركتنا اليوم هي إلغاء المادة 87 مكرر من قانون العمل لرفع الضريبة على الدخل العام"، لكنه رفض الخوض فيما يعطل الوصول إلى هذا المكسب العمالي المحتمل، مضيفا “أنتم معشر الصحفيين تظلمون الاتحاد، تنتقدوننا خلال مراحل التفاوض ولا تثمنوا المكاسب عندما نفتكها، ويعلم الله المفاوضات والحراك والمقاومة التي نواجهها في الكواليس"، رافضا الإفصاح أو التلميح لهوية الجهة التي تعترض “مطالب" الاتحاد. هذا، ورفض الأمين العام، أمس، كذلك الإجابة على موقف الاتحاد من العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي يرى متتبعون للشأن السياسي بأن الترتيب جارٍ لتجسيدها أو تمديد الثالثة. وكانت المركزية النقابية قد احتضنت، أمس، الاحتفال بذكرى اغتيال أحد أعمدتها وهو عبد الحق بن حمودة، حيث حضر المناسبة وزراء من الحكومة بينهم عمارة بن يونس، إذ عدّد رفقاء الراحل مناقبه وأعماله لإعلاء كلمة العمال الجزائريين، بينما قال نجله حمزة في تصريح ل “الجزائر نيوز" حول رأيه في ما جسده الاتحاد من أهداف والده “بأن الظرف يختلف رغم عدم تغير الأهداف، ولو كان والدي على قيد الحياة اليوم ربما كان سيُغير أهدافه، لأن مرحلته برمتها كانت تسطر مبتغى شبه وحيد وهي إبقاء مؤسسات الدولة واقفة".