تعهّد الاتحاد العام للعمال الجزائريين بتجنيد الطبقة الشغيلة من أجل ضمان الهدنة الاجتماعية وذلك بما يسمح بتجسيد فعلي للبرنامج الخماسي الذي أقرّه رئيس الجمهورية، وباركت المركزية النقابية القرارات الأخيرة التي خرج بها اجتماع الثلاثية وفي مقدّمتها الزيادات في الحد الوطني الأدنى المضمون، وهي النتائج التي اعتبرت أنها استجابت لتطلعات العمال. أقرّ عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، بشكل صريح بفضل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في تجسيد الزيادات الأخيرة التي خرج بها اجتماع الثلاثية بين الحكومة والنقابة المركزية وكذا منظمات أرباب العمل، حيث أوضح في رسالة عرفان وجّهها إلى القاضي الأول في البلاد أن الطبقة العمالية تدرك تمام الإدراك ما أسماه "العناية الخاصة التي تولونها لعالم الشغل". ولم يفوّت سيدي السعيد الفرصة بهذه المناسبة أن يبلغ رئيس الجمهورية امتنان العمال الجزائريين بذلك الحرص المتواصل، حيث عاد بالأذهان إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوتفليقة نهاية شهر فيفري من العام الجاري بوهران في الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين ملتزما فيه حينها بإقرار الزيادة في الأجور، حيث جاء في مضمون الرسالة تأكيد زعيم المركزية النقابية "إننا نود كذلك أن نشيد بوفائكم بالالتزام الذي قطعتموه يوم 24 فيفري 2009 إزاء ملايين العاملات والعمال من خلال هذه الثلاثية المميزة في سياقها". وبقدر ما أبدى عبد المجيد سيدي السعيد حرصه البالغ علو توجيه الشكر الجزيل لرئيس الجمهورية بعد كل الذي تحقّق، بقدر ما ضمّن رسالته التي تأتي بعد أيام فقط من انعقاد لقاء الثلاثية عبارات يؤكد فيها وقوف المركزية النقابية الدائم مع مساعيها في تحقيق التنمية انطلاقا من تحسين أوضاع العمل الجزائريين، وهو ما بدا واضحا من خلال قوله: "اعلموا سيدي الرئيس أن قراركم بشأن رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون قد لقي ترحيبا واستحسانا كبيرين من قبل المتقاعدين وأخواتنا وإخواننا العمال". وعلى هذا الأساس لم يتوان الأمين العام الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين في تأكيد "الاستعداد التام والالتزام الكامل" للمركزية النقابية في مواصلة جهدها بما يخدم المصلحة الوطنية، مشيرا إلى أن ما انتهى إليه محتوى الثلاثية لهذا العام "وضّح لنا أكثر رؤيتكم حول التنمية الاقتصادية الوطنية وأولوية المورد الوطني في تجسيدها"، وبموجب ذلك خلصت رسالة الاتحاد إلى تجديد الالتزام ب "بذل كل الجهد الضروري للعمل وللحفاظ على الهدوء الذي لا مناص منه لتجسيد البرنامج الرئاسي الخماسي الجديد في مجال الاستثمارات العمومية وذلك في خدمة البلاد".