شكّل موضوع التطرف الديني في منطقة الساحل، من حيث الأسباب والحلول، محور اللقاء الذي جمع، أمس الثلاثاء، بزرالدة غرب العاصمة، عددا من دعاة وأئمة وعلماء منطقة الساحل يشكلون ما يعرف برابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل، وهو اللقاء الذي ينتظر أن يدوم يومين كاملين ويحضره عدة علماء ومشايخ وأساتذة ودعاة من دول تشمل النيجر وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو فضلا عن نظرائهم الجزائريين. وينتظر الإعلان، في نهاية هذا اللقاء، اليوم الأربعاء، بفندق مزفران، عن تأسيس رابطة علماء وأئمة الساحل من خلال تلاوة بيان بهذا الشأن، وهي الرابطة التي ستعمل، فيما يخص الأحداث الحالية التي تعيشها منطقة الساحل، على مكافحة التطرف والغلو في الدين وفق ما أكده مشاركون في هذا اللقاء. وأكد يوسف مشرية، أحد أعضاء الرابطة قيد التأسيس وممثل الوفد الجزائري، أن التطرف والغلو.. شوّه “جمال الإسلام" والدين الحنيف الذي يدعو - كما قال - إلى الخير والتسامح، مشيرا إلى أن هذا اللقاء هو بمثابة مؤتمر تأسيسي لرابطة علماء وأئمة دول الساحل وأنه يضم مشاركين من دول مالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو. من جانبه، أشار أحمد تخمرين وهو إمام مسجد في ولاية تمنراست بقوله “أردنا تشكيل رابطة إسلامية هدفها محاربة التطرف والإجرام وكذا محاربة التطرف"، مشيرا في معرض تطرقه إلى معنى هذه الكلمة إلى أنها مشتقة من “الطرف أو نهاية الشيئ"، وأكد ذات المتحدث أن التطرف هو مصطلح صحفي وأن ما يقابله في النصوص الدينية هو كلمة “غلو" في الدين، حيث اعتبر “الغلو" آفة في جميع الأمم السابقة وأنها كانت سببا في هلاكها. وأعطى ذات المتحدث أمثلة عن “الغلو" في الدين بحديثه عن “التكفير" و«الدعوة إلى العنف والخروج عن المسلمين بالسلاح"، مشيرا إلى كون التطرف في الدين له أسباب وله حلول أيضا، كما قال. من جانبه، أكد داوود بوريمة، ممثل النيجر في هذا اللقاء، أن الزعماء الدينيين لهم دور في مجال الحفاظ على الاستقرار، مشيرا بقوله “نحن زعماء الدين مقتنعون أن الدين وحده يستطيع إعطاء حلول فضلا عن دوره الروحي" في مجال الإنسجام والتبادل وغيرها مما ذكره ذات المتدخل في سياق تأكيده على أن هناك عدة مشاكل “تلغم" العالم حاليا وأن هناك حلولا لهذه المشاكل جربت لكنها لم تنجح وفقا لما قال دائما. من جانبه، أكد عبد اللاوي بلعيد والمعروف ب “أبي سعيد الجزائري"، في مداخلة له حول دور العلماء والأئمة في مكافحة التطرف، أن عدة أسباب تقف وراء “الغلو والتطرف"، مشيرا إلى أن من بين هذه الأسباب الطعن في العلماء واتخاذ مرجعيات صغيرة في السن فضلا عن عدم التنسيق - كما قال - بين مختلف الدول بخصوص هذه الظاهرة وكذا الفقر والبطالة والفشل في العلاقات الإجتماعية. وذكر ذات المتحدث عدة أسباب أخرى، في هذا المجال، تشمل “الجهل" بأحكام الإسلام مثلما يحدث مع مسألة “الجهاد" التي اعتبرها موضوعا “لم يعط حقه من طرف المتخصصين"، كما أشار، في معرض تقديمه لهذه الأسباب دائما إلى “عدم معرفة كيفية الجمع بين الأصالة والمعاصرة وكذ الاحتلال الغربي لبلداننا والضغط عليها" وفق ذات المتحدث دائما. وأكد ذات المتحدث أن نتائج هذا “الغلو" جاءت من ناحية “إزهاق أرواح الأبرياء، وقتل المستأمنين من غير المسلمين، وزعزعة الأمن والإستقرار" فضلا عن بروز “الخوف من التدين"، كما قال عبد اللاوي بلعيد دائما. وأشار ذات المتحدث دائما في سياق حديثه عن هذه النتائج إلى أن عددا منها يشمل “انشغال الناس بالجدال" وأن “الكثير من الشباب تحركهم أيادٍ خفية"، مشيرا، من جانب آخر، إلى أهمية إفساح المجال “لأهل العلم"، حيث أشار في هذا الإطار إلى الدور الذي لعبه بعض العلماء، ذكر منهم أبو بكر الجزائري - في إقناع المتطرفين بالعودة إلى المجتمع فضلا عما “قام به العلماء أيضا عندنا في الولايات" من خلال “التحاور مع المسجونين ممن غرر بهم" وفق تعبيره دائما.