أعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، أول أمس، ببروكسل، عن نية فرنسا في طرد العديد من الأئمة الأصوليين، الذين ينتمون إلى جنسيات أجنبية خلال الأيام القليلة المقبلة. جاء تصريح وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، بطرد الأئمة المتشددين من جنسيات أجنبية خلال الأيام المقبلة، في مؤتمر دولي لمكافحة العنف والتطرف ببروكسل، ويقول مانويل، بأن هذا الإجراء هو جزء من عملية الوقاية من التطرف والحرب ضد الإسلام الراديكالي والجهاد العالمي، مضيفا بأنه “لا يجب أن نخلط بين الإسلام المتطرف والإسلام الذي تعترف به فرنسا، ولكن هناك بيئة دينية ومجموعات تدافع عن السلفية، الذين هم في عملية سياسية، ببساطة يريدون احتكار المجتمع المدني والمنهاج المدرسي، من أجل أن يضعوا بعمق أياديهم على وعي بعض من أفراد الأسرة"، ويضيف مانويل محذرا “إننا سنطرد هؤلاء الأئمة والدعاة الغرباء الذين يزايدون على المرأة، الذين يأتوننا بمقترحات تتناقض مع قيم الجمهورية بحيث يشيرون إلى ضرورة مكافحة فرنسا". تتزامن هذه التصريحات مع حالة عدم الارتياح والتخوفات التي طغت على الشارع الأوروبي بصفة عامة وبالخصوص الفرنسيين الذين يرون بأن فرنسوا هولاند، قد أقحمهم في حرب لا تعنيهم وخاصة بعد الحملة الإعلامية التي أطلقتها الفصائل الجهادية بمالي، بحيث توعدت فرنسا بالقيام بعمليات ضد مصالحها وضلوع مجموعة إسلامية مسلحة في الهجوم الأخير على عين أميناس أثار الرعب في الشارع الفرنسي الذي يبدو غير مقتنع بخطابات قصر الإليزيه، بحيث يرى الفرنسيون، بأن هذه العملية هي بداية للتبعات التي ستنجر عن التدخل العسكري الفرنسي بمالي، وبالرغم من تجند الإعلام الفرنسي وراء قرار التدخل العسكري الفرنسي بداية الحملة، إلا أنه أصبح ينتقد التعتيم الإعلامي وإبعاد الصحفيين عما يحدث على أرض المعركة، مما أثار قلق الرأي العام الفرنسي عن حقيقة ما يحدث على الأراضي المالية والمصير المجهول الذي ينتظرهم، خاصة أن القيادة الفرنسية لم تحدد جدول زمني لمدة العملية العسكرية ما يعني تخصيص ميزانية متزايدة وغير محدودة، بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية التي تنجر عن طول مدة هذه الحرب، وهذه الحرب تعتبر حمل آخر يضاف إلى عجز الاقتصاد الفرنسي. تصريح مانويل فالس، عن عزم فرنسا على طرد أئمة من الجالية المسلمة يهدف إلى تجنيد الرأي العام الفرنسي وخاصة الإعلام وهو محاولة أيضا لكسب اليمين المعارض المعروف بمواقفه العدائية ضد الجالية المسلمة. مع انتشار التيار السلفي أوساط شباب الجالية العربية والمسلمة خاصة الجزائرية والمغاربية منها بفرنسا، بحيث تجدها الحكومة الفرنسية فرصة لتجنيد الفرنسيين وتوحديهم حول موقفها في الحرب المالية، من خلال فتح جبهة داخلية ضد الإسلاميين تصور فيها الممثلين للتيار السلفي على أنهم أعداء لفرنسا مما يجعل الشارع الفرنسي مضطرا للانخراط وقبول هذه الحرب رغم التكاليف.