يرى الحكم الدولي السابق الجزائري، سليم أوساسي، أن مستوى التحكيم الذي تعرفه، حاليا، دورة كأس افريقيا للأمم لم يكن في المستوى وأثر بشكل لافت على بعض اللقاءات وبدا مهتزا، مرجعا سبب تدني الأداء إلى نقص في التحضير البدني، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المنتخبات والرأي الكروي الإفريقي. على ضوء ما قدمه حكام الدورة ال 29 لكأس إفريقيا التي تجري، حاليا، ما هو تقييمكم لأداء الحكام؟ إذا استثنينا اللقاء الأول الذي أداره الحكم الجزائري حيمودي، فإن بقية اللقاءات عرفت تراجعا لافتا في أداء الحكام، ولئن كانت لجنة التحكيم الإفريقية قد وفقت في اللقاء الأول، باعتباره معيارا مهما لقياس مدى جاهزية الطاقم التحكيمي، فقد ساهمت قرارات بعض الحكام في اهتزازه مع مرور المقابلات، وإذا كان هناك سبب مباشر لما آل إليه التحكيم في هذه الدورة، فإن المسؤولية الأولى يتحملها القائمون عليه، الذين لم يقوموا بدورهم أثناء التحضير البدني للحكام، وهو ما انعكس على مردودهم، إذ لا يخفى على أحد أن قائمة الحكام تشبه إلى حد بعيد تشكيلة الفريق التي تختلف جاهزية استعداد عناصره وتتفاوت من حيث الناحية البدنية والتقنية، لهذا أقول إن حتمية تحضير حكام الدورات النهائية يجب أن تكون جيدة، وقد تجلى ذلك من خلال المعايير وتقديرات الحكام في بعض اللقاءات، لأنهم لم يعلنوا عن ضربات جزاء شرعية رغم الأخطاء المعتمدة بطريقة أبهرت الرأي العام الإفريقي والعالمي. وفي هذا المجال، إذا استثنينا ثلاث كفاءات على أكثر تقدير التي برزت وسيرت اللقاءات كما ينبغي، فإن السواد الأعظم من الحكام لم يكونوا في المستوى، ودعني أقول إن تدني الأداء كان على شاكلة مردودية بعض المنتخبات واللقاءات التي تميزت بالفتور، اللهم لقاء نيجيريا وكوت ديفوار في ربع النهائي. بالنظر إلى الأخطاء التي ارتكبت هل أثرت قرارات بعض هؤلاء الحكام على نتائج اللقاءات؟ دون تردد أقول هناك بعض المنتخبات أقصيت من الدورة نتيجة أخطاء تحكيمية لا تغتفر، حيث أن الأداء المتواضع لهذه المنتخبات زادها ضعف التحكيم بلة على منوال لقاء تونس والطوغو، حتى وإن كان إقصاء تونس منطقيا بالنظر إلى المستوى الذي قدمته، كما أن الحكم الملغاشي الذي أدار لقاء الجزائر والطوغو لم ينجح في مهمته رغم أن هدفي الطوغو شرعيين، لكن الحكم حرم الجزائر من ثلاث ضربات جزاء شرعية. وأستطيع القول إن لقاء الجزائر ضد الطوغو كان معيارا حقيقيا وسببا دفع مسؤولي لجنة التحكيم إلى محاولة استدراك الأمر خلال لقاء الجزائر ضد كوت ديفوار، حيث أدى الحكم الغابوني مقابلة في المستوى. كيف كان أداء ممثلي التحكيم الجزائري؟ لا يخفى على أحد أن التحكيم الجزائري يمر بفترة صعبة منذ 10 سنوات ورغم العمل الذي قامت به الفاف وراوراوة الذي أشهر سيف الحجاج ضد الحكام بعد انتشار الرشوة والمال الفاسد، فإن النتائج الحسنة بدأت تظهر خلال مشاركة تحكيمنا قاريا ودوليا. وبالعودة إلى الحكمين الجزائريين بنوزة وحيمودي، فقد كان أداء الأول جيدا، فيما بلغ الثاني درجة جيد جدا وكان ممتازا وأعطى صورة حسنة عن التحكيم. برأيكم ماهي أسباب تراجع التحكيم الإفريقي؟ كما سبق لي وقلت، عدم إعطاء الأهمية اللازمة لتحضير الحكام لخوض منافسة بحجم كأس إفريقيا، لأن أي دورة نهائية تعتبر بمثابة معرض كبير للمنتخبات والحكام ويجب اختيار الأجود منهم، ولئن كنت لا أشك في كفاءة الحكام الذين أدوا أدوارا لا بأس بها في الدورات السابقة، إلا أن مستواهم في هذه الدورة كان محدودا.