إغتنم المخرج المخضرم، عمار العسكري، مناسبة تكريمه على هامش الأيام السينمائية للفيلم الثوري والفيلم القصير لعين الدفلى (18 إلى 22 فيفري)، لينتقد المجلس الشعبي البلدي الذي لم يفتح قاعة السينما الوحيدة بالمنطقة، لهذه الفعالية. من جهته رد “المير" مؤكدا أنه سيعيد للفضاء السينمائي أضوائه، في آجال قريبة، وسينقذه من الاستغلال السياسي المحض، الذي كرس له المكان منذ سنوات خلت. أكد رئيس بلدية عين الدفلى، لعمار العسكري وللحاضرين في دار الثقافة الأمير عبد القادر، بمناسبة انطلاق الأيام السينمائية الأولى لعين الدفلى، أنه سجل منذ توليه مسؤولية المجلس البلدي، منذ شهرين، الحالة المتردية لقاعة السينما الوحيدة بالموقع، وقال إن في جعبته مشروعا لإعادة تهيئتها وتشغيلها لصالح محبي الفن السابع وهواة الشاشة الكبيرة. جاء الرد، بعد أن تأسف المخرج عمار العسكري، لافتقار عين الدفلى لقاعات سينما يمكنها الإسهام في إحياء الوجه الثقافي والفني للمدينة. وقد كان مخرج “زهرة اللوتس" محل تكريم من قبل منظمي هذه الأيام (مديرية الثقافة)، رفقة زميله غوتي بن ددوش. حوالي 28 فيلما قصيرا داخل المسابقة، ورشات كتابة وصناعة الأفلام، فيما تتبع الأفلام الطويلة بمناقشات مع طلبة السينما وفنون العرض تجمعهم بالمخرجين أو الممثلين، وملتقى علميا وتكريمات، في أجندة التظاهرة التي ستنفض الغبار على واقع ثقافي وفني ميزته الرتابة والانتظار، لمبادرات تعيد لأبناء المنطقة حقهم في الحراك الثقافي، بعيدا عن المركز. تؤكد مديرة الثقافة، عبر بيانها، إلى الصحافة الوطنية، أن هذه الأيام تعد “حدثا كبيرا سيساهم في إعادة إحياء الثقافة السينمائية في الجزائر ويوفر فرصة للتبادل والتكوين"، وأن عين الدفلى ستتحول، على مدار خمسة أيام، إلى نقطة التقاء المهنيين ومحبي الفن السابع، “للإشادة والاعتراف بمجهودات رجال وقفوا إلى جانب الثورة التحريرية وساهموا في إيصال مطالب الجزائريين في الاستقلال على المستوى الدولي عبر الصورة وساهموا أيضا في ولادة سينما جزائرية من بينهم العشرات سقطوا في ميدان الشرف". وعليه يتضمن برنامج العروض، أفلاما تعكس بدايات السينما في الجزائر، أي منذ عام 1957، حينما بدأ السينمائيون في الانتظام والتكوين والتدريب بفضل وبمساعدة من روني فوتيي René Vautier على وجه الخصوص، الذي انضم إلى جيش التحرير الوطني. وما تبع هذه البداية من خطوات وقرارات، أهمها إنشاء لجنة السينما على مستوى الحكومة الجزائرية المؤقتة في 1959، وتشكيل أخرى عام 1961 ألحقت بجيش التحرير الوطني. مسابقة الأفلام القصيرة، انطلقت البارحة، الثلاثاء، بعرض “حذاري الحب" لبويحيى سليم (32 دقيقة) من الجزائر العاصمة، “رسالة الجدار" لمراد حيمر (17 دقيقة) من بسكرة، “عندما يصبح الفن تاريخ" لمحمد أمين حمليلي (21 د) من تلمسان، وهو روبورتاج يسلط الضوء على أعمال مصورين والتقنيات المستخدمة للحصول على صورة جيدة تبرز تنوع وغنى الموروث الثقافي الوطني، “كاين ولا ماكاش" لقادة عبد الله (عين الدفلى)، “خط الموت" لأحمد زروانة (تبسة)، وينتظر عرض اخرى في غضون الايام المقبلة، امام لجنة تحكيم العايب حسن، فتيحة بربار، شرقي محمد، عمار بلخوجة، برابح احمد. في صنف الأفلام الطويلة، سيتابع جمهور عين الدفلى “مصطفى بن بولعيد" للمخرج أحمد راشدي، وكذا “الجزائر تحت اللهب" لروني فوتييه، “ريح الأوراس" لمحمد لخضر حامينا، “أبواب الصمت" لعمار العسكري وأعمال أخرى، سترافق الملتقى العلمي الذي سيتطرق محاضروه، غدا الأربعاء، إلى إشكاليات متنوعة، على غرار “الفيلم الوثائقي والدعاية" للأستاذ أحسين العايب، “معركة الجزائر: مقاربة جمالية" للدكتور محمد شرقي (جامعة وهران).