طريق يقُول الفتى لعصاهُ التي لوّحت للقطيع: لو كُنتِ ناياً؛ لقبَّلتك كلّ يوم تقولُ العَصا لحَصى في الطريق: اعذريني لأني اقتلعتكِ من ظلّ نوم تقولُ الحصاةُ لكفّ الفتى: ارمني عاليا عاليا عاليا كي أقبّلَ وجهَ سماءٍ؛ توعّدتُها ذاتَ لَوم حديث الأرصفة الوَقتُ مِقصَلَةُ السَوْفَآتْ والصَّوتُ حَدٌّ لذَاكَ الذِّي يَسْبقُ العاصِفَة الطَّريقُ احتمَالٌ لما سَوفَ يَأتي وما سَوفَ يَذهَبُ والعَابرُونَ كَلامٌ تُرَدِّدُهُ الأَرصِفَة *** كَانَ (غَنْدِي) عَلى أُهبَةِ الارْتقَاءِ إلى سِدرَةِ الانتِقَالْ تعثَّرتِ الحَاءُ مِن تحتِ يُسرَاهُ فَانفَرَطتْ فَردَةً تَالفَةْ تَيتَّمَتِ البَاءُ مِن تحتِ يُمْنَاهُ خُفًّا بِلا فَردةٍ سَالفَةْ *** لمَ يَلعَن الشَّيخُ قُبحَ الفَراغْ وَلم يَشتَكي سُوءَ ما صَادَفَهْ وَلم يَنقلِبْ - طَيرَةً - للوَراءْ عَلى خُطوةٍ بَقيتْ وَاجِفةْ تَأبّطَ بَسمتَهُ ورِضَاه وَأتبعَ يُمنَى بِما خَلَّفَهْ يَقُول: “سَآلَفُ مِن غَيرِ خُفٍّ وَيألَفُ خَلفِيَ غَيرَ الحَفَى *** والطَّريقُ احتمَالٌ لما سَوفَ يَأتي وما سَوفَ يَذهَبُ والعَابرُونَ كَلامٌ تُرَدِّدُهُ الأَرصِفَة زئبق الوقت زئبقُ الوقت ينزفُ من راحتي مثلما؛ تخرُج الرُّوح من ثُقبِ موتْ بطيءٌ ولكنّهُ صارمٌ لا يفاوضُ في سعيهِ للخلاص كانَ لي قبلَ أن أتركهْ، على مقعدٍ في محطّة باصْ التفتُّ إليه ولوّحتُ لهْ لم يُحرّك يده إنكفَى خلفَ ياقة معطفِه وانكفأتُ معه عندما هزّني صوتُه في يدي كان يمضي إلى حتفنا واثقًا وكنتُ هنا شاردًا؛ على مقعد في محطّة باص باص إلى بوسيجور زبدُ الوعد عقاربُ وقتٍ تجرحُ صمت الزّحمةِ تركضُ خلف اللحظةِ تكتكةً لتحوّلَ هذا الآنَ إلى ماضٍ ستعودُ إليه ستعودُ إليه بلا ريبٍ؛ لكن بخسائرَ أكثر من ذي قبل للدورة منطقُها المسنُودُ على سينِ التَسويف ستجيء غدا أو بعد غدٍ أو قبل رُجوع الصيّادين إلى (فرونكو) وقواربهم ملأى ببقايا الصّبر أحترفُ الصبر أنا أيضا احترفُ الصّبر أحترفُ حياكةَ (سينك) كنزةَ عُرس بيضاء لشتاء لم يأت أبدا أو ربّما جاء ولم أشعُر فالوقتُ عديمُ الوقتِ هنا في (بوسيجور) هل تعرف معنى (بوسيجور)؟؟ معنى أن أصبح سندريلا وبهاجس باص!! ألحقه الباص تلحقني بسمتك اللاّأدري كيفَ أفسّرُها تبتسمُ الدمعةُ في عيني ويسيرُ الباص أودانيات على ملل تسير خلفك عاريا من خلسة النور تخلع الظل وتلبس ليلة أخرى هنا في (بلاص أودان) لا شيء يكسر سلطة المألوف حولك ذاتها الأرجل نَسخٌ طبق أصل الأمكنة ساعة العامود عاطلة - كما دوما - عن التفكير فيما فاتها سيّان خطوك أو عقاربها يسيرانِ كقافية بلا معنى بلا عنوان (طلاّبة) حُبلى تطالع صرفها وتثبّتُ الكرتون قرفسةً.. تمدّ ذراعها لله يا... “على وجه ربّي" عابرٌ وتدسّ “ثورا" في حمى (السوتيان) يرقبُ نادل المقهى انحناءتها فيجهشُ صامتا: «كم ساعة في الحرث تلزمني لكي أحظى بثور؟ التّفُوه على هذا الزمان.." الجالسان المُمسكان بيومه يتجادلان، يؤجّلان رحيله: «بيبسي وقهوه لو سمحت" يغيبُ عن طلليهما زمنا ويرجع حاملا كوكا وشاي!! المُشتري ملك ولكن.. نادل المقهى هنا؛ أيضا بشان!! «أرأيتَها يا خو"؟ يُخاطب صاحب الكوكا؛ صديقه صاحب الشاي المحدّقُ في متاع جميلة عبرت بقربهما. يجيبهُ: شُفتها ويموءُ: بسْ بسْ .. هايْ.. أختي.. (أختهُ!؟؟) .....؟؟ تتفقّد الأخت/الطريدة، صدرها وتهشّ نظرة سائق (الميغان) يركض (ساعد المجنون) خلف ذبابة سرقت سكينته ..ويصرح: «عاهرة.. بعثوك لي يا قطعة العفن المقيتة.. كي أقايضَ ذمّتي.. بولوا عليّ إذا..." ويحمل صخرةً ويغيب. تضحكُ صورة الرجُل المعسكر في الجدار، أو ما تبقى من ملامح صورة الرجل المعسكر في الجدار. ثقبت عيونَه جمرةُ (الأفراز) وانمحى إسمه و«الحاء" في (حزب الفَلان) الآن تُتّهم القصيدة بالتميع .. آسف سأسير وحدي عاريا من خلسة النور ألبس الظل وأخلع ليلة أخرى هنا في (بلاص أودان) برزخ العمر مثلما تحمل الكأس إرث الدوالي وتفرغه في جحيم الرمق وتبقى على عريها مشتهاةً بلا صاحب تستلذّ الأرق مثلها تحتسي عاريا نصف عمر وتشرب من دون أن يُسكرك *** واسع كل هذا الفراغ الذي يملؤك بارد كسرير غريب بنزل رخيس كجوار امرأة؛ لست تعرف عنها سوى أجرها هل لها -كل تلك الوجوه التي تعبرك نحو نسيانها- أن تعيش معك *** آيل للكهولة في جبة الروح لست تعرف من كنية الله غير الرحيم على عبده حين تُثقل قافية كاهلك حين يمسكك الحزن من فكرة كنت تحسب تفّاحها “هيت لك" *** كلما داهمتك الحقيقة في خلوة خلتها كذبة وانصرفت إلى زحمة الشكّ تبحث عن حجّة تبرؤك ربيع عربي أحتاجُ إلى أذنين بطول الكفّ وبردعةٍ؛ كي أشبهَ عجزي في فهم الجنس العربي هذا المتدفّقُ من أزلٍ كغثاء السّيل يُطيح بربّ؛ كي يعبدَ من بعدُ نبيّ !!... الجزائر - 2012/2013