تعرض مركز بريد قرية عطوش التابعة إداريا لبلدية ماكودة والواقعة على بعد 22 كلم شمال ولاية تيزي وزو، ليلة أول أمس، إلى عملية سطو وتخريب وحرق خلفت خسائر مادية معتبرة. واستنادا إلى مصادر أمنية مؤكدة، فإن عصابة مجهولة العدد والهوية أقدمت في فترات الليل على اقتحام مركز بريد عطوش، مستغلين غياب الأمن لتنفيذ مخططهم الإجرامي، حيث حاولوا السطو على الأموال المتواجدة بالمركز لكنهم تفاجأوا بوجود الخزينة فارغة، وقاموا بعدها بالسطو على بعض التجهيزات. وأضافت مصادرنا أن عناصر هذه العصابة قاموا بتخريب المكاتب المتواجدة بالمركز وكسر أجهزة الإعلام الآلي ومرايا النوافذ وإضرام النار بداخله، حيث تسببت ألسنة النيران في إتلاف وحرق العديد من الملفات والتجهيزات والمكاتب مخلفة خسائر مادية معتبرة. وعلمنا أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا في الحادثة قصد التوصل إلى ملابسات العملية والأطراف التي تقف وراءها. وفي هذا الصدد، أكد مصدر أمني مطلع أن التحقيق الأمني الأولي توصل إلى اكتشاف أن هؤلاء المجهولين توغلوا داخل مركز البريد عن طريق النافذة وخرجوا من نفس المكان، ولم تستبعد مصادرنا أن تكون أطراف في المركز متورطة في الحادثة. هذا ولا تعتبر عملية السطو والاقتحام التي تعرض لها مركز بريد عطوش، ليلة أول أمس، الأولى، بل سبق وأن تعرض لعمليات مماثلة لعدة مرات وهذا في فترات الليل والنهار من طرف عناصر إرهابية وعصابة المافيا، وآخر عملية سطو سجلها هذا المركز البريدي تعود إلى شهر أفريل 2011، حيث اقتحمت جماعة مسلحة متكونة من أربعة عناصر المركز في فترات الصباح وقاموا بالسطو على مبلغ مالي قيمته 69 مليون سنتيم، وهي العملية التي أدت إلى اتخاذ قرار غلق مركز البريد لمدة تجاوزت السنة قبل أن يتم إعادة فتحه -مؤخرا- على خلفية المطالب المتكررة التي رفعها السكان. وفي هذا الصدد علمنا أن المصالح المعنية اتخذت، صبيحة أمس، قرار غلق مركز بريد عطوش مجددا إلى أجل غير محدد ما يضع السكان في معاناة التنقل إلى المناطق المجاورة للاستفادة من الخدمات البريدية. هذا ولا يزال 12 مركزا بريديا بولاية تيزي وزو مغلقا لأزيد من 15 سنة لدواعٍ أمنية، وأن العديد من مراكز البريد تتعرض لعملية السطو بصفة متكررة وخصوصا مراكز بريد بني زمنزر وواضية وثيزي نسلاثة وإعطافن، حيث تستغل عناصر المافيا والجماعات الإرهابية غياب الأمن بهذه المراكز لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية.