كشف مصدر أمني ل “الجزائر نيوز" أن مصالح أمن تيزي وزو، قررت تدعيم مراكز الأمن المتواجدة في الناحية الجنوبية والجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو بعناصر إضافية وبإمكانيات مادية معتبرة، بهدف مواجهة المافيا المحلية ومحاربة الجريمة المنظمة والإرهاب. واستنادا للمصدر الذي أورد الخبر، فإن مصالح الأمن قررت أن تعتمد على عناصر الزي المدني بالدرجة الأولى، بهدف الانتشار مع المواطنين والسكان وسهولة الحصول على المعلومات حول نشاط شبكات المافيا المحلية، وخصوصا مراقبة عن قرب العناصر المشبوهة وكذا مراقبة نشاط شبكات الدعم والإسناد وتحركات الإرهابيين. وتأتي هذه العملية، حسب مصدرنا، بعد استفحال الجريمة بمختلف أشكالها وأنواعها على مستوى هذه المنطقة على غرار بني دوالة وبني زمنزر وآث عيسي وواضية ومعاتقة وبوغني ومشطراس وآسي يوسف وآث تودارث وثيزي نسلاثة وواسيف وغيرها من البلديات وقرى المنطقة، والتي أصبحت مؤخرا تسجل بطرقة شبه يومية عمليات إجرامية تتمثل في الحواجز المزيفة واقتحام مراكز البريد وسرقة المنازل والمحلات والاعتداءات والهجمات المسلحة، فضلا عن عودة ظاهرة الاختطافات إلى المنطقة منذ شهر رمضان المنصرم، والتي سجلت ثلاث حالات اختطاف في ظرف قياسي استهدفت تاجرين بثيزي نسلاثة وابن تاجر بمشطراس. وكشف مصدرنا أن مصالح الأمن تسعى لتجسيد مخططها بإشراك المواطن في محاربة الجريمة، وذلك بوضع مخبرين على مستوى البلديات والمناطق التي تشهد حالة اللاأمن، بينما ستتكفل عناصر الشرطة القضائية بالتدخل الميداني لوقف أي مشتبه في ضلوعه في قضايا الإجرام. من جهة مقابلة، علمنا أن مراكز أمن الدائرة المتواجدة بالناحية الجنوبية والجنوبية الغربية تلقت مؤخرا أوامر توصي بتكثيف عمليات البحث عن الأشخاص المبحوث عنهم قضائيا والذين فضلوا أن يلجأوا إلى هذه المنطقة بسبب غياب الأمن وسهولة التحرك نظرا لكثرة الطرق الرئيسية والفرعية التي تربط بين عدة قرى بلديات المنطقة، وأمرت كذلك بمراقبة عن قرب ذوي السوابق العدلية، بعدما أثبتت العديد من التحقيقات الأمنية في القضايا المعالجة أن أغلب هؤلاء متورطين في الجرائم التي تسجل بهذه المنطقة. هذا، وقرر مسؤولو الأمن الوطني بولاية تيزي وزو ضرورة الرفع من دوريات الشرطة القضائية على مستوى هذه الناحية التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى “منطقة حمراء" بسبب استفحال الجريمة المنظمة التي تنفذها عصابات المافيا المحلية، فضلا عن التحركات المريبة لعناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والتكثيف من عملياتها الإجرامية وخصوصا ابتزاز المواطنين ورجال الأعمال من أموالهم تحت التهديد بالقتل أو الاختطاف. هذا، وسجلت الناحية الجنوبية والجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو أرقاما قياسية من الجريمة المنظمة منذ بداية السنة الجارية، حيث تعددت أشكالها وأنواعها بين القتل واقتحام محلات المجوهرات ومراكز البريد والتكثيف من تنفيذ الحواجز المزيفة وخصوصا على مستوى الطريق الوطني رقم 30 الذي أصبح يوصف بطريق الموت، فضلا عن استفحال سرقة السيارات واقتحام المحلات والمنازل، وهي الظاهرة التي مست حتى القرى والمناطق المعزولة، وفي الأسابيع الأخيرة عرفت ظاهرة الهجمات بالأسلحة تزايدا مقلقا خصوصا ببني دوالة وثيزي نسلاثة وبوغني، ناهيك عن استفحال تجارة المخدرات بهذه المنطقة، وكل هذه الظواهر خلفت حالة أمنية متردية بكامل المنطقة وزرعت الرعب والخوف في نفوس المواطنين.