أعلن، أول أمس الخميس، في دمشق، عن اغتيال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، وهو عالم دين سوري بارز، اعتُبر طويلا أحد أهم المرجعيات الدينية السنية في العالم الإسلامي. ولم تتبنى، إلى حد كتابة هذه السطور عشية أمس الجمعة، أي جهة بوضوح عملية الاغتيال التي تمت بواسطة تفجير داخل المسجد الذي كان البوطي يلقي فيه الدروس بالعاصمة السورية دمشق. وذهب ضحيته 49 شخصا والعديد من الجرحى. ولئن كانت الأنباء التي أشارت إلى اغتيال البوطي تحدثت عن تفجير انتحاري داخل المسجد، على نحو يبدو معه أن السلفية الجهادية هي من يقف وراء اغتياله، إلا أن وكالة أنباء “رويترز" تحدثت عن شهود قالوا إن قذيفة هاون سقطت على المسجد ضمن منطقة يسيطر عليها النظام السوري أصلا بقضبة حديدية. ومن الملفت أن اغتيال البوطي أفرز حالة من التغطية الإعلامية المتباينة لهذا الحدث.. بين من استرسل في الحديث عن مناقبه كعالم جليل وقف ضد التدخل الخارجي في شؤون بلاده، وبين من تجنب التشديد على القيمة العلمية للبوطي رغم اعترافه بها، وهوالذي - أي البوطي - كان “متحاملا" على المعارضة السورية قبل اغتياله. ويكشف ذلك في النهاية تحول الصراع في سوريا إلى لعبة يتحكم “الكبار" في خيوطها، بغض النظر عن اغتيال عالم دين جليل لم يكن يملك سوى الكلمات في التعبير عن ر أيه بحرية، في مواجهة لغة الرصاص التي لم يكن فيها أبدا متسع كاف لحكمة الكلمات.