تل رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في تفجير وقع الخميس في جامع الإيمان في وسط دمشق. ورجّحت مصادر إعلامية أن يكون التفجير الذي استهدف الشيخ العلامة قد نفذه شاب بواسطة حزام ناسف. ولد محمد سعيد رمضان البوطي في عام 1929 في قرية »جليكا« التابعة لجزيرة ابن عمر المعروفة بجزيرة بوطان، والتي تقع على ضفاف نهر دجلة عند نقطة التلاقي بين حدود سوريا والعراق وتركيا. هاجر مع والده ملا رمضان البوطي إلى دمشق في عام ,1933 وكان عمره آنذاك أربع سنوات، ليلتحق بعدها بمدرسة ابتدائية في منطقة ساروجة. توفيت والدته وعمره 13 عاما، فتزوج والده من زوجة أخرى، من أسرة تركية، فكانت سببا في إلمامه باللغة التركية بالإضافة إلى اللغة الكردية والعربية. وبعد انقضاء المرحلة الابتدائية التحق بجامع (منجك) عند الشيخ حسن حبنكة الميداني. وفي تلك الفترة ارتقى منبر للخطابة ولم يكن قد تجاوز بعد 17 من عمره، وذلك في أحد مساجد الميدان القريبة من جامع منجك. في عام 1953 أتمّ دراسته في معهد التوجيه الإسلامي عند الشيخ حسن حبنكة. وفي عام 1954 ذهب إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية في الأزهر. عاد بعدها لدمشق بعد حصوله على الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة بالأزهر عام .1955 ثم حصل على دبلوم التربية من كلية اللغة العربية في الأزهر عام .1956 عين البوطي معيدا في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1960م. أوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية وحصل على هذه الشهادة عام 1965م، وفي نفس السنة عين مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ثم وكيلاً لها، ثم عميداً لها. اشترك في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة. وهو عضو في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في عمّان، وعضو في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد، وعضو المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابة بأبو ظبي. ويتقن البوطي اللغة التركية والكردية ويلم باللغة الإنكليزية. الشيخ البوطي عالم متخصص في العلوم الإسلامية، ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي، اختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثامنة ليكون »شخصية العالم الإسلامي«. تأثر بوالده الشيخ ملا رمضان الذي كان بدوره عالم دين، تلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة. له أكثر من ستين كتابا تتناول مختلف القضايا الإسلامية، ويعتبر أهم من يمثل التوجه المحافظ على مذاهب أهل السنة الأربعة وعقيدة أهل السنة وفق منهج الأشاعرة. ومن مؤلفاته المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني، وله ترجمة باللغة الإنجليزية. ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلاميّة - وهو الأطروحة التي نال بها البوطي درجة الأستاذيّة (الدكتوراه). لا يأتيه الباطل، وهو كشف لأباطيل يختلقها ويلصقها بعضهم بكتاب الله عز وجل، صدر عام .2007 فقه السيرة النبوية. الإسلام والعصر. أوربا من التقنية إلى الروحانية مشكلة الجسر المقطوع. اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية. وغيرها من المؤلفات الفقهية والفكرية. كما كان للبوطي مشاركات في برامج إذاعية وتلفزيونية مثل لا يأتيه الباطل، على قناة شام وقناة صانعو القرار. دراسات قرآنية، على القناة الفضائية السورية. شرح كتاب كبرى اليقينيات الكونية، ضمن برنامج الكلم الطيب، على قناة الرسالة. مشاهد وعبر، على قناة الرسالة. فقه السيرة، على قناة اقرأ. يعد البوطي من علماء الدين السنة المتخصصين في العقائد والفلسفات المادية وقد ألف كتابا في نقد المادية الجدلية، لكنه من الناحية الفقهية يعتبر مدافعا عن الفقه الإسلامي المذهبي والعقيدة السنية الأشعرية في وجه الآراء السلفية. وله كتاب في ذلك اللامذهبية أكبر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية وآخر بعنوان السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهب إسلامي، ولم تكن علاقته أيضا بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا بالجيدة، وكان من نابذي التوجهات السياسية والعنف المسلح، وقد سبب ظهور كتابه (الجهاد في الإسلام) عام 1993م في إعادة الجدل القائم بينه وبين بعض التوجهات الإسلامية. ويعتبر البوطي شيخا لا سياسيا حيث يبتعد عن هذا الموضوع ويحث الدعاة على ترك الخوض في السياسة. وكان البوطي من معارضي فتاوى حرمت التورق وقال في دراسته أن القصد إلى التورق أمر مشروع في الدين. وكان من موقعي بيان يؤيد قرار الأزهر تجميد الحوار مع الفاتيكان بعد تعليقات للبابا التي أساءت لبعض المسلمين. وخلال فترة الاحتجاجات 2011 رفض البوطي الحراك الشعبي وانتقد المحتجين ودعاهم إلى «عدم الانقياد وراء الدعوات المجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سوريا»، ووصفهم بقوله »تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيئا اسمه صلاة، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبدا«. وانتقد القرضاوي وقال انه اختار »الطريقة الغوغائية التي لا تصلح الفساد وإنما تفتح أبواب الفتنة«. وفي المقابل أصدر فتوى ب(حرمة قتل المتظاهرين حتى لو كان جبرا).