فاتح ربيعي (رئيس حركة النهضة): على السلطة أن تفتح نقاشا جديا “لقد سبق لنا أن قدمنا وجهة نظرنا في حركة النهضة، وقلنا إن الحلول الترقيعية لا تنتج إلا المزيد من التوترات، ومن الخطأ اعتبار أو حصر الاحتجاجات في الجنوب، لسبب بسيط هو أنها كانت موجودة في الشمال قبل أن تنتقل إلى الجنوب، كما أن نفس المشاكل التي يعيشها شبان الجنوب متواجدة بالشمال وفي كل مناطق البلاد. ولذلك كان يفترض أن تفتح السلطة نقاشا جديا وعميقا مع مكونات الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل بلورة رؤية لحلول دائمة وليست آنية، ومع الأسف فإن السلطة تتعامل مع مشاكل الجزائريين بانتقائية وبردود أفعال غير مؤسسة، ونتوقع في حركة النهضة أن هذه الاحتجاجات ستتفاقم ونخشى أن تتحول من احتجاجات جهوية وقطاعية إلى أخرى وطنية لا يمكن لأحد التحكم فيها. ونحن بهذه المناسبة ندق ناقوس الخطر ونلفت انتباه الغيورين على استقرار الجزائر إلى ضرورة تدارك الأمور وعدم الاستهانة بالمطالب المشروعة للشباب، وكذا العودة إلى مكونات الساحة السياسية من أجل حوار جدي لمواجهة هذه التحديات، ويتحمل المسؤولية، كل المسؤولية، من ابتعد عن هذا الطريق ودفع البلاد إلى الفوضى". يوسف تعزيبت (نائب الكتلة البرلمانية لحزب العمال): يجب تطبيق الحلول الحقيقية بدل الترقيعية “ما تجب الإشارة إليه باديء ذي بدء هو أن الاحتجاجات والاضرابات تمس حاليا كل التراب الوطني، لأن المشاكل المطروحة في الأساس هي مشاكل وطنية، وهو ما يفسر تواجد هذه الاضطرابات في الجنوب كما الشمال. وإذا كان المشكل الأساسي في الجنوب هو الشغل، فإن الحال لا يختلف كذلك في الشمال وبالتحديد في المدن الكبرى. ولحد الآن هناك اقتراح حكومي يخص الجنوب ويقضي بإنشاء 20 ألف منصب شغل، وهي خطوة إيجابية لكنها غير كافية، وبالتالي يجب أن تكون هناك قرارات شجاعة وجريئة، وأقصد هنا تحديدا القرار المجمد الخاص باستغلال منجم الحديد بغار جبيلات (تندوف)، والذي من شأنه أن يحول كل المنطقة اقتصاديا واجتماعيا. وبالعودة إلى الاحتجاجات أقول إنها لم تتوقف في الجنوب كما في الشمال من خلال الإضرابات والتجمعات التي شهدتها كل مناطق البلاد، وهو ما يتطلب حلولا حقيقية وليست ترقيعية". جمال بن عبد السلام (رئيس حزب الجزائرالجديدة): تعليمة سلال قنبلة لتفجير الوضع “بالمختصر أقول إن تعليمة الوزير الأول، عبد المالك سلال، هي بمثابة قنبلة لتفجير الوضع في الجزائر بصفة عامة، وهذا دل على غياب النظام وانتهاجه سياسة الهروب للأمام، وأعتقد أن الوقت قد حان لهذا النظام أن ينتهي وعليه أن يرحل. وإذا كانت هناك مبادرة جادة ومسؤولة للسلطة لمعالجة المشاكل، فإن ذلك يمر عبر تنظيم حوار وطني لضمان الانتقال السلمي من هذا النظام الفاسد والمنتهي والمتعفن إلى نظام ديمقراطي تكرس فيه دولة القانون، الحريات، العدالة والتنمية. وما يجري خارج هذه المبادرة من شأنه أن يدفع البلاد إلى مزيد من التأزم والتوتر، والذي سينتهي لا محالة بانتفاضة شعبية شاملة تنهي هذا النظام بالحوار والنقاش السياسي أو بالثورة". قاسة عيسى (الناطق الرسمي للأفلان): الاحتجاجات موجودة في كامل التراب الوطني “إن الوضعية الاجتماعية والاقتصادية ليست مربوطة بمنطقة ما، وبالتالي فإن قضية البطالة تعتبر قضية وطنية ولا تنحصر فقط في الجنوب. كما أن آليات مكافحة البطالة تتطلب مخططات تنموية خاصة في القطاعات التي تحتاج إلى اليد العاملة على منوال السياسة، الفلاحة وقطاع الخدمات. وفي جانب آخر أقول إن نسبة البطالة التي تخص خريجي الجامعات، والتي وصلت إلى 25٪، هي الشريحة التي تطالب بالشغل، وبالتالي فإن انتقال الاحتجاجات من الجنوب إلى الشمال ليست مرتبطة بالأحوال الجوية، بل هي ظاهرة تمس كل مناطق البلاد، وبالتالي فإن البطالة موجودة في كامل التراب الوطني، بل إن الاحتجاجات كانت موجودة في السابق، وهي لا تخص اليوم الجنوب فقط، لأن الأمر يتعلق أساسا بمخططات التنمية وبرامجها، مع الأخذ بعين الاعتبار خصائص كل منطقة حتى نضمن النجاح والفعاللية".