الآن علي كافي رحل مثلما رحل آخرون كانوا في السلطة، وليس بالضرورة أن نكون متوافقين على ما أقبلوا عليه من قرارات، هم رأوها تاريخية وقد لا نراها تاريخية. من لديه الحق في التقييم؟! طبعا الزمن والمؤرخون. لكن ما يثير في المغاربية، أنها لا ترى الحقيقة إلا بعيونها. لقد أقامت عرسا كبيرا وعظيما عندما رحل علي كافي، هل كان الرجل كله شر عندما تقلد منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة؟! الحكمة تقول إن الرجل الراحل لم يكن فقط الرجل الذي زكى إيقاف المسار الإنتخابي، بل رجلا كافح منذ اللحظات الأولى ضد الإستعمار، مثله مثل معظم رجال الجزائر الأحرار الذين لم يترددوا لحظة عندما اندلعت الثورة، فالرجل ليس ملاكا وليس شيطانا وإنما إنسان قد نختلف معه وقد نتفق، لكن أن نفرح برحيله فالإسلام علمنا أن نذكر موتانا بخير. لكن المغاربية فتحت المجال لأناس نكرة، هربوا في وقت المحنة لأن يظهروا كأبطال وكملائكة، فأين هي الموضوعية يا أناس المغاربية التي لا تريد النقد ولا الملاحظات؟! ثم هل تملك المغاربية أن تكشف ملفات من تفاوضوا مع السلطة لأن يغادروا البلاد مقابل ريع ومال قذر؟!.