أبدى سامي بن الشيخ، المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف، في ندوة صحفية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسه، عزمه على تطبيق القانون على القنوات التلفزيونية الخاصة والأجنبية المتعدية على حقوق المؤلف، بدء بقناة “نسمة" التونسية التي سيتابعها قضائيا في عقر دارها. بن الشيخ قال إنه مدعم، اليوم، من قبل مصالح الشرطة والدرك الوطنيين في انتظار شراكة عملية لاحقة مع سلك الجمارك والعدالة. يسعى الديوان الوطني لحقوق المؤلف إلى تدعيم هيئته بعقد اتفاقيات تعاون مع هيئات ذات نفوذ وانضباط على شاكلة مديرية الأمن الوطني منذ ستة أشهر ومصالح الدرك الوطني التي أمضى معها المدير العام اتفاقية منذ ثلاثة أيام تقريبا: “بموجب هذه الاتفاقية صار في خدمة المؤلف وذوي الحقوق ما يربو عن 1541 عون درك سيطبقون القانون بخصوص التجاوزات على الأعمال الإبداعية"، يشرح بن الشيخ، في ندوته الصحفية المنعقدة بنادي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية، ظهيرة الإثنين المنصرم، حيث استعرض الاستراتيجية الجديدة لهيئته، الهادفة -حسبه- إلى “تلقين المجتمع خطورة التعدي على ملكية الغير"، خاصة إذا كانت فكرية. وبالمناسبة أعلن بن الشيخ أن شرطة بجاية قامت بأقبو، بحر الأسبوع الماضي، بحجز 26 ألف قرص منسوخ بطريقة غير قانونية، ويعلق المسؤول الأول على “اوندا" بالقول: “قبل خمس سنوات لم يكن بمقدور أعوان الديوان إقناع شرطي واحد بضرورة التدخل لمنع بيع هذه المواد المقرصنة، واليوم تغير الوضع كثيرا، بعد التنسيق مع المصالح المعنيية"، ويعلن بالمناسبة: “نحن بصدد التفاهم مع مديرية الجمارك بتوسيع مجال نشاطنا، ليبقى أمامنا رهانا واحدا وهو انخراط وزارة العدل نهائيا في مهمة حماية ملكية الأفراد الفكرية... أتمنى أن يقتنع القضاء أخيرا ويصغي إلينا". الاستناد على مثل هذه المؤسسات السيادية، يمنح الديوان الوطني لحقوق المؤلف، قدرة على مجابهة الاعتداءات المتواصلة على الأعمال الفنية والثقافية والتراثية الأصيلة، وقد عاد بن الشيخ في هذا السياق، إلى قضية الفضائية التونسية “نسمة"، التي استغلت طيلة ثلاثة سنوات موسيقى الراحلين دحمان الحراشي ومحمد الباجي ومحبوب باتي: “تكررت اتصالاتنا مع نسمة واقترحنا عليهم أن يدفعوا حقوق عائلة الحراشي إما عن طريقنا أو مباشرة إلى المعنيين، في هذه اللحظة أفكر جديا في متابعة نسمة على ترابها التونسي، بحكم أن القانون دولي يسمح لنا بالتحرك في حال واصل المسؤول الأول على القناة تجاهل طلبنا"، وعن القنوات الجزائرية الخاصة، أوضح: “أبدت أغلب القنوات إراداة في الالتزام بالقانون، وفي حال حدوث العكس، لي القدرة التامة على تجنيد كل الفنانين لمقاطعة هذه القنوات". يحتفل الديوان الوطني لحقوق المؤلف، إذا بالذكرى الأربعين لتأسيسه (1973-2013)، وقد خصصت للمناسبة احتفالية من خمسة أيام من 25 إلى 29 أفريل الجاري بديوان رياض الفتح، حيث تنظم “قرية فنية" تضم أجنحة لعرض ناشري الكتب ومنتجي الموسيقي، وجلسات بيع بالتوقيع لفنانين معروفين، وعروض فنية متنوعة بساحة مقام الشهيد، وسهرات بقاعة ابن زيدون يحييها أصوات مثل محمد لمين، لطفي دوبل كانون، حكيم صالحي، تكفارنياس... إضافة إلى دعوة عبد الوهاب الدكالي من المغرب وصونيا مبارك من تونس، ومدراء أفارقة من النيجر والسنغال وكوت ديفوار وبوركينافاسو، ناهيك عن إطلاق شريط مرسوم لتوعية الشباب بمخاطر القرصنة، وإلقاء درس على طلبة الأطوار الثلاثة يوم 25 أفريل حول موضوع حقوق المؤلف، بالتعاون مع وزارة التربية.