قال، سليمان الشيخ، نجل الشاعر الكبير الراحل مفدي زكريا، ووزير الثقافة الأسبق، أنه لا يزال يتألم للتعتيم الإعلامي الذي مورس في حق والده عندما توفي في تونس سنة 1977، ولعل ما حز في نفسه أكثر، هو الإلتفاف الاعلامي، في تلك الفترة، حول وفاة المغني العالمي ألفيس بريسلي· عرفنا موقف مفدي زكرياء من محاولات الإعتداء على النشيد، فماذا عن موقف الإبن؟ كانت هناك عدة محاولات لبتر النشيد الوطني، خاصة المقطع الثالث الذي أسال الكثير من الحبر، لكن موقف ''مؤسسة مفدي زكرياء'' كان واضحا ولم نجر وراء هذه الغوغاء والمزايدات، تصرفنا بحكمة وبهدوء، معتمدين على شهادات حية ووثائق تاريخية تضمنها الكتاب محور اللقاء، وكل هذه المحاولات لم تنل مني، الشيء الذي صدمني هو عدم تعويضي عن الفيلا التي بيعت في المزاد العلني بمجرد إلقاء القبض على والدي، حيث لم أتقاض أي تعويض، إلى حد الساعة، رغم الطلبات العديدة التي وجهتها للجهات المعنية، وكنت أنوي تحويله إلى مقر ل ''مؤسسة مفدي زكريا''، شيء آخر حز في نفسي، هو التعتيم الإعلامي يوم جنازة الوالد، حيث لم ألمس أي اهتمام، في حين كان هناك التفاف إعلامي كبير حول وفاة المغني العالمي ألفيس بريسلي، وقتها· ماذا عن مفدي زكريا الأب؟ طبعا، مفدي، قضى وقته بين النضال، السجن والمنفى، ولم نلتق به كثيرا، ورغم ذلك كان يتابعني عن بعد، وبحوزتي رسائل خاصة كان يرسلها لي من تونس، حيث كان يتابع دراستي باستمرار، ويضع بالخط الأحمر جميع التصحيحات على المواضيع والأبحاث التي كنت أرسلها له، وكان يتابع أخبارنا باستمرار، وكنت دائم الإحساس بأبوته ومتابعته لي رغم كثرة تردده على السجون وبعده عنا باستمرار· لماذا اختار تونس بالضبط؟ لأنه، أولا، زاول دراسته بها أيام البعثة، وبالمناسبة إسم ''مفدي'' أطلقه عليه أحد أصدقاء البعثة، سليمان بوجناح، في تونس كانت له صداقات كثيرة من الوسط الأدبي والفني، حتى أنه لما طلب منه إعادة الإشراف على تلحين النشيد، لجأ إلى تونس بحكم علاقته الطيبة مع الملحن محمد تريكي، وبعد الإستقلال، إختار تونس كمنفى له لأسباب سياسية لا أريد الخوض فيها· جديد مؤسسة مفدي زكرياء؟ بالإضافة إلى أعماله ودواوينه الشعرية، هناك عدة أعمال نثرية لا يعرفها الكثيرون لأنها لم تنشر، وستعمل المؤسسة لاحقا عل نشرها وتوزيعها، وهناك مشروع فيلم وثائقي عن حياة شاعر الثورة قيد الدراسة حاليا·