«سر المعبد: الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين"، هو الكتاب الثاني للمحامي المصري ثروت الخرباوي، أحد القياديين السابقين لجماعة الإخوان المسلمين، رئيس لجنة الدفاع السابق عن قيادات الإخوان وعلى رأسهم الدكتور محمد بديع، المرشد الحالي للجماعة أثناء اعتقالهم في ظل نظام مبارك. القارئ لهذا الإصدار الذي لا يزال يتصدر قائمة الكتب الأعلى مبيعا في مصر، سيقف أمام مجموعة من الأسئلة والهواجس التاريخية، بل قد يتعثر في إيجاد تعريفا محددا لنمط هذا الإصدار بين “الرواية الواقعية" بكل ما يحمله ذلك التعريف من عناصر تنميط، وبين “مذكرات قيادي سابق في جماعة محظورة"، وحتى بين اعتبار العمل جزء من رؤية أو قراءة تفكيكية لجماعة هي الأكثر تنظيما وانتشارا في الواقع العربي والإسلامي، رؤية تحاول القراءة من الخارج دون التنصل من واقع كونها ظلت جزءا من الفعل لسنوات طوال. شخصيا، لم أسترح حتى الآن إلى تعريف محدد لهذا العمل، عدا كونه “وثيقة مهمة" لفهم هذه الجماعة، التي تتربع الآن على عرش الحكم في مصر، وبلدان عربية وإسلامية أخرى، سيما وأن الإصدار يحتوي على مجموعة من الوقائع والأحداث التي ساهم فيها الكاتب أو شاهدها أو تتبع مساراتها بشكل دقيق، وشخوصها لا يزالون أحياء بل على قمة دواليب السلطة الرسمية أو الموازية (في الجماعة).. ذلك مع بقاء ما يبرر الهواجس التي قد تنتاب قارئ “الخرباوي" لجهة أنه منشق من الجماعة وبالتالي قد يكون مثقلا بدواعي الانتقام من تاريخه وتاريخ الجماعة التي انفصل عنها في وقت سابق. ورغم وجاهة هذه “الهواجس"، فإنك في قراءتك لهذا الكتاب أيضا غالبا ما تتعثر بمواضيع كثيرة يبدو فيها الخرباوي نفسه منحازا لمشروع الجماعة، لفكرها.. ومؤسسها، وقادتها السابقين واللاحقين. فيبدو الأمر أنه محض اختلاف في الرؤى وفي الشخوص لا يرقى إلى حد الانتقام من التنظيم ككل. وهو ما يعزز العناصر الموضوعية على حساب عناصر الانتقام. سيما في ظل توفر كل الضمانات القانونية والدواعي السياسية لمواجهة “الكاتب" من قبل قياديي الجماعة في حال مناقضة شهادته للواقع. لكن كل ذلك لم يحدث نظرا ربما لأن الرجل دلل ووثق لكل ما روى بالإسنادات والحجج والبراهين الكافية التي لا تضعه أمام طائلة العقاب القانوني. أما تعريف “الرواية" فليس بعيدا عن طبيعة هذا الإصدار أيضا، أين اعتمد الكاتب على ذخيرته اللغوية، وقراءاته المتعددة، ومتابعته الجيدة للتاريخ وللفن والسينما، الروايات والأساطير اليونانية، ما يجعل العمل ينحو منحا أدبيا شيقا، خلافا لكل الشهادات و«المذكرات" التي غالبا ما يكتبها السياسيون بلغة أكثر واقعية وجمودا. ما جعل الكثير من النقاد يرون في الإصدار أنه أقرب ما يكون لرواية واقعية عن جماعة لا تزال تمارس دورها في المجتمع والدولة، واعتبروا الإصدار بمثابة “نمط أدبي"، يؤسس لكتابة جديدة في عالم “المذكرات الشخصية" التي تتقاطع مع الهم العام. وبعيدا عن التفاصيل الكثيرة التي يعج بها الكتاب عن وقائع بعينها وأشخاص بعينهم، فإن ما يثير الاهتمام ويستحق المتابعة، هو ذلك التحليل الفكري والنفسي لطبيعة هذه الجماعة التي شغلت الدنيا بسريتها وبقدرتها على الحشد والتأثير والتأطير، فالرجل الذي عاش في داخلها قياديا في مختلف المواقع (خاصة لجنة الشؤون القانوينة)، يبدو أنه يمارس تحليلا تفكيكيا لهذه الطبيعة من خارج الإطار، مستلهما تجربته ومشاهداته العديدة، فهو في تحليله يذهب للقول عن الجماعة: “يحبون رصّ الإخوة في أرفف الجماعة بحيث لا يتحركون ولا يفكرون إلا بالأمر، وبنفس الطريقة التي حددوها لهم في الكتالوج». هذا التحليل الذي خرج به “الخرباوي" من تجربته الإخوانية يضع الكثير من الرتوش على الصورة الكبيرة التي تحدد إطار الحكم اليوم في مصر، وقد تجد مبررات واقعية للبعض لفهم هذا التماهي الطوعي / المنظم، الذي تمارسه قيادات متقدمة في الجماعة بشأن كل ما يتخذه “مكتب الإرشاد" من سياسات وممارسات تبدو مناقضة لذلك الخطاب الذي تبنته تلك القيادات في أكثر من مناسبة ومرحلة قبل وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/ جانفي 2011. كما تمثل الديباجة التي افتتح بها الكتاب، استهلالا مهما لفهم إدراك الكاتب ونزوعه للحرية أكثر، كما تبرر سر انفصاله عن “المعبد"، حيث يضع القارىء أمام خيارين سلبيين وثالث إيجابي قائلا: “إذا كنت ستقرأ هذا الكتاب لتأخذه كما هو فلا تقرأه، وإذا كنت ستقرؤه وقد اتخذت مسبقا قرارا بالرفض فلا تقرأه، ولكن إقرأ وفكر، ثم بعد ذلك ارفض أو اقبل، ارفض الكل أو ارفض البعض، واقبل الكل أو اقبل البعض، قراءة بلا تفكير ليست قراءة ولكن تلقين، الأحرار فقط هم الذين يفكرون حين يقرأون". بعد هذا الاستهلال الذي يحرض على إعمال العقل بعيدا عن “قبول الأفكار المعلبة"، يذهب الخرباوي إلى طرح السؤال الافتراضي الذي يمكن أن يطرحه أي قارئ له، والمتمثل “لماذا كتب الخرباوي هذا الإصدار؟" وهو سؤال يبدو أنه شغل الكاتب أكثر من القارئ، ليجد تبريرا له مستعينا بشعر نزار القباني فيقول: “كي أفجر الأشياء، فالكتابة انفجار كي ينتصر الضوء على العتمة فالكتابة انتصار"، ثم يضيف “أكتب حتى أنقذ العالم من “أضراس هولاكو" ومن حكم “الميليشيات" ومن جنون قائد العصابة، حتى أنقذ الكلمة من محاكم التفتيش، ومرة أخرى يستعين بكاتب آخر هو الأديب التركي “أورهان باموك" حين قال: “أكتب لأني لا أستطيع أن أتحمل الحقيقة وحدي!" ويذهب القيادي السابق للإخوان في سرده، إلى مراحل مهمة عرفها التنظيم، معتبرا أن المرحلة الأخطر التي شهدها التنظيم تبدأ منذ رحيل المرشد الأسبق عمر التلمساني، حيث خرج التنظيم - حسبه - خارج السكة، بل وفي تبريره لذلك (والإصدار كتب قبل ثورة يناير بالمناسبة)، يؤكد قائلا “إن أخطر من حطّ رحاله في مصر قبيل وفاة عمر التلمساني هم محمد مرسي، خيرت الشاطر، محمود عزت ومحمد بديع" والمفارقة أن هذه المجموعة هي التي تحكم مصر ما بعد الثورة! بشكل مباشر أو من خلف حجاب. وهو ما يعطي لشهادته بعدا استشرافيا بجانب التحليل السياسي المحكم للوقائع. كما ينحو أحيانا إلى طرح أسئلة مثقلة بالإيحاء دون أن يجاوب على أي منها، حيث يتساءل قائلا: “ما علاقة الإخوان بالحركة الماسونية العالمية"، وعوض أن يجيب، يركن إلى إيحاء لا يخلوا من خبث واضح: “التنظيم الماسوني يشبه من حيث البناء التنظيمي كثيرا جماعة الإخوان". تاركا الإجابة لذكاء القارئ وفطنته. كتاب “الخرباوي" الذي طبع منه حتى الآن أكثر من 6 طبعات، ووجد رواجا كبيرا، يمثل “وثيقة مهمة" لإعادة التفكير في طبيعة هذه الجماعة دون الركون بشكل كامل لكل ما ورد فيه أو رفض جل ما سرد في مسألة تحتاج إلى مبررات دعوته بإعمال العقل لا غير. سر المعبد: الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين تأليف: ثروت الخرباوي دار نهضة مصر للنشر شهد إتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري (ماسبيرو)، أول أمس، توقف مقطورات المكتبات المتنقلة، حيث هجم عدد من المتظاهرين على المقطورة (المكتبة المتنقلة)، أثناء سيرها الاعتيادي الذي بدأ منذ 29 عاما دون توقف. وقاموا بإبعاد سائقها، وذلك من أجل استخدام العربة في سد الطريق أمام حركة المرور. وهو ما دفع بوزارة الثقافة إلى تعليق العمل بمقطورات المكتبات المتنقلة لأجل غير مسمى. كان مشروع المكتبات المتنقلة قد انطلق من دار الكتب المصرية عام 1984 بمكتبتين، صنعتا من سيارتين “مقطورة"، واحدة للاستعارة، والأخرى منفذ لبيع الكتب، وكانتا تجوبان المنطقة بين التبين وقليوب في القاهرة الكبرى، وفي العام التالي أصبحت الإثنتان للاستعارة وحول خط سير واحدة منهما ليصبح بين “الوراق" ومدينة السلام، ثم تلقت الدار بعد ذلك هدية من المجلس الثقافي البريطاني شكلت المكتبة المتنقلة الثالثة لتصبح أول مكتبة متنقلة مصرية متخصصة (مكتبة طفل). وفي عام 1998، خوطبت وزارة التعاون الدولي لتدعيم الدار بثلاث مكتبات متنقلة وهو ما استجابت له الوزارة من خلال منحة فورية، وأضيفت المكتبات، التي صنعت هذه المرة من “أتوبيسات" مثل المستخدمة في نقل الركاب، إلى المشروع ليصبح ست سيارات تعمل كل منها بسائق و3 موظفين لتقديم خدمات المكتبة. وبقرار الوزارة تكون ثلاثة عقود في خدمة الثقافة قد توقفت إلى أجل غير مسمى. أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب، أن الصين ستكون ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في أول دورة له بعد الانتهاء من تطوير أرض المعارض، مشترطا أن يقوم الجانب الصيني بتمويل وتطوير أرض المعارض القديمة بقرض من الحكومة الصينية، على أن يبدأ العمل في ذلك المشروع خلال شهرين، وأعرب عن مدى سعادته بمشاركة الصين في المعرض في دورته السابقة. جاء ذلك خلال لقاء “عرب" مع المستشارة الثقافية بسفارة جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، تشين دونج يون، وأعرب وزير الثقافة عن أمله في إقامة مهرجان دولي للصناعات الثقافية، لافتا إلى أن صناعة الثقافة أصبحت اقتصادا، متمنيا دعم الصين هذا المهرجان، والاستفادة من التجربة الصينية في هذا المجال، ووافق “عرب" على تمثيل فرقة “الصامتون" في مهرجان الفنون المسرحية للأطفال، الذي سيقام في الفترة من 12 جويلية وحتى 31 أوت المقبل، حيث إن لديهم عروضا مسرحية رائعة، وقد مثلوا مصر في الهند.