فكّكت مصالح الأمن الفرنسية، يوم الأحد، شبكة لتزوير العملة الجزائرية مكونة من 12 فرنسيا لعصابة ''مافياوية'' معروفة لديها، تنحدر من مقاطعتي ''مرسيليا'' و''ليون'' التي عثر فيها على مقر طبع النقود المزورة، هذا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر جزائرية ل ''الجزائر نيوز''، أمس، وهي على صلة بمتابعة القضية، أن جهازي الأمن والقضاء الجزائريين يستعدان لكشف ما إذا كان للشبكة امتداد داخل الوطن· قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الشرطة القضائية بليون كانت تراقب منذ أفريل الماضي المطبعة الواقعة بالضاحية الثالثة لهذه المقاطعة، وتم مباغتة عناصر العصابة في حالة تلبُّس، ألقي القبض خلال عملية المداهمة على 12 فرنسيا تتراوح أعمارهم بين 30 و60 سنة، وضعوا مباشرة رهن الحبس الاحتياطي· تفيد المعلومات أنهم كلهم يعرفون لدى أجهزة الأمن بنشاطهم المافياوي في عصابات تتوزع بين مدينتي ''مرسيليا'' و''ليون'' المعروفتين بكثافة الجالية الجزائرية· ووجهت لأفراد العصابة تهم تشكيل مجموعة أشرار والتزوير، وهم بالحبس الاحتياطي منذ الأحد· واكتشفت الشرطة القضائية لمقاطعة ليون في المطبعة أوراق ائتمانية جزائرية تقول وكالة الأنباء -حسب مصدر أمني فرنسي- أنه تم سرقتها خلال عملية سطو باستعمال السلاح في مدينة مرسيليا تعود وقائعها إلى سنة ,2006 صفيحة ورقية مطبوعة، و30 ألف ورقة نقدية من فئة ألف دينار جزائري جاهزة للاستعمال· هذا، وتفيد المعلومات التي تسربت في فرنسا أن هذه العصابة سبق وأن أنزلت إلى التداول ما لا يقل عن 200 ألف ورقة مغشوشة دون أن توضح ما إذا كانت في فرنسا أو بالجزائر· ووُصفت عملية تفكيك هذه الشبكة بالأكبر من نوعها في العشر سنوات الأخيرة في مجال تزوير العملات بفرنسا· وتعمل أجهزة الأمن الفرنسية حاليا، في تحقيقاتها، على كشف أثر عبور جزء من الدينار الجزائري المزوّر، من العاصمة باريس إلى الجزائر· وهنا تجب الإشارة إلى أنه قد تم إيداع شكوى لدى مصالح الأمن الجزائرية قبل أسبوعين من قبل المديرية العامة للجوية الجزائرية بعد إحباطها محاولة تهريب العملة الجزائرية عبر توابيت قادمة من الخارج، لكن دون أن يتم التأكيد بأن الأموال المهربة كانت مزوّرة أم لا· في هذا الصدد، اتصلت ''الجزائر نيوز''، بمصدر على صلة وثيقة بمتابعة القضية، لم يستبعد فيها ربط اتصالات بين الجزائر وباريس فور انتهاء أجهزة الأمن من استكمال عناصر التحقيق، حيث أكد من جهة أخرى أن عددا من الهيئات القضائية والأمنية الجزائرية تتابع القضية باهتمام بالغ ''كون احتمال امتداد الشبكة داخل الجزائر وارد جدا''، ويفيد أيضا أن الاتفاقيات الأمنية والقضائية الموقعة بين البلدين تتيح الفرصة للتعاون في هذا المجال، ''وهو ما قد يحصل قريبا بخصوص هذه القضية''· تزوير العملة يتراجع في السنوات الأخيرة للإشارة، فإنه بتاريخ 26 جانفي الماضي، ألقت مصالح الأمن الإيطالية بضواحي مدينة نابولي، القبض على مواطن إيطالي يمتهن التوبوغرافيا داخل مطبعة حجزت بها 35 مليار سنتيم من العملة الجزائرية، وكلها أوراق نقدية من فئة ألف دينار، نسخت بتقنيات رفيعة عن طريق تكنولوجيا جد متطورة، وعلى أوراق نقدية حقيقية· كما تم إلقاء القبض على بقية عناصر المجموعة لاحقا· هذا، وربطت الصحافة الإيطالية الأمر بتمويل القاعدة في المغرب الإسلامي، لكن دون أن تورد تفاصيل عن كيفية تنقل أو عبور الأموال المغشوشة إلى الجزائر، وحجزت مصالح الدرك الوطني خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية ما يتجاوز 173 مليون سنتيم في شكل أوراق نقدية مزوّرة من مختلف الفئات، بالإضافة إلى 15490 أورو أي ما يقارب ال 156 مليون سنتيم لتصل قيمة المبالغ المزوّرة بتحويل الأورو إلى الدينار، وبجمع المبلغين معا إلى 329 مليون سنتيم، وتقوم شبكات لها امتدادات دولية بتزوير هذه الأموال· وأثبتت التحقيقات أن بعض المهاجرين السريين الأفارقة متورطون في عدة قضايا من هذا النوع· هذا، وأوضحت إحصائيات حديثة للدرك الوطني أن جريمة تزوير العملة تناقصت ب 37 بالمائة، السنة الماضية، مقارنة مع ,2007 حيث تمت معالجة 130 قضية تورط فيها231 شخص مقابل 266 قضية سنة 2007 تورط فيها 280 شخص، وأشارت الإحصائيات أيضا إلى أن العاصمة سجلت أكبر عدد من قضايا تزوير العملة ب 21 قضية سنة 2007 تورط فيها 22 شخصا، وانخفض العدد إلى 10 قضايا سنة 2008 تورط فيها 15 شخصا· وحسب تقرير مماثل تعد ولاية وهران الثانية في مجال تزوير العملة بعد العاصمة بتعداد 14 قضية سنة 2007 تورط فيها 17 شخصا· أما البويرة فعرفت هي الأخرى تناقصا بنسبة 50 بالمائة في القضايا المتعلقة بتزوير العملة، إذ سجلت 10 قضايا سنة 2007 تورط فيها 18 شخصا، بينما سجلت 5 قضايا سنة 2008 تورط فيها 6 أشخاص· من جهة أخرى، سجلت سطيف 9 قضايا تورط فيها 11 شخصا، وسجلت بجاية 8 قضايا تورط فيها 14 شخصا، في حين ارتفع العدد في كل من المدية، الطارف وميلة إلى 7 قضايا، وإلى 5 فقط في باتنة وفالمة·