عثرت الشرطة الإيطالية على مبالغ مالية ضخمة مزورة من الدينار الجزائري، قرب مدينة نابولي، إضافة إلى مبالغ مالية أخرى من العملة الأوروبية الموحدة “اليورو”، في أحد معاقل ما يسمى “لا كامورا”، أخطر عصابات المافيا في شبه الجزيرة الإيطالية والعالم. القائد الإقليمي للأمن الإيطالي ونائب المدعي العام يؤكدان صلة الشبكة بتمويل تنظيم دروكدال فرانكو فراتيني سيناقش القضية مع مراد مدلسي خلال زيارته للجزائر اليوم أفادت أمس، وسائل الإعلام الإيطالية، بأن شرطة نابولي وجدت خلال عملية مداهمة في الساعات الأولى من فجر أمس، لأحد الأماكن المشبوهة بالمدينة، على 345 ألف ورقة نقدية، من فئة ألف دينار جزائري مزورة، أي ما قيمته 35 مليار سنتيم، إضافة إلى آلاف الأوراق من العملة الأوروبية الموحدة اليورو، من فئة مائة أورو، وأضافت أن العملية أعقبها إصدار 22 أمرا بالتوقيف، ضد أشخاص يحملون الجنسية الإيطالية عبر عدة محافظات بالبلاد، مثل بوليا بييمونتي وكامبانيا، وتم إيداع 11 شخصا السجن المؤقت. وقال القائد الإقليمي لشرطة نابولي، جيوفاني مينولفي، الذي أشرف على العملية، خلال ندوة صحفية، أنه “من المحتمل جدا أن تكون هناك صلة بين هذه الشبكات المختصة في تزوير الدينار الجزائري، وتنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، وذلك لأسباب مختلفة”. من جهته، أوضح نائب المدعي العام لمحكمة نابولي، فاوستو زوكاريلي، وأحد المحققين في العملية خلال ذات الندوة الصحفية، بأنه “ليست لدينا أدلة دامغة على هذا الارتباط”، وأضاف أن “ما يتوفر حاليا من معلومات، يشير إلى أن الجزء الأكبر من الأموال المزورة تستخدم لتمويل الإرهاب الدولي، وخاصة بشمال إفريقيا”. وبحسب شرطة نابولي، فإن التحقيق انطلق عام 2008، بعد اكتشاف مطبعة سرية لتزوير الدينار الجزائري، بمنطقة جيوليانو بضواحي المدينة، أين تم العثور على مبالغ مالية ضخمة مزورة لأوراق نقدية من فئة 1000 دينار، حيث قادت التحقيقات إلى اكتشاف عملية سرقة 44 لفة من الورق المخصص لصناعة العملة الجزائرية، تمت عام 2006 بمدينة مرسيليا الفرنسية، كان قد طلبها البنك المركزي الجزائري من إحدى الشركات المختصة في ألمانيا، عامين بعدها أي في سنة 2008، أوقفت الشرطة الفرنسية شقيقين من جنسية تونسية، بعد أن تم اكتشاف 51 مليون سنتيم من العملة الجزائرية المزورة داخل أمتعتهم. وقد أسقطت العملية، وفق ما ذكرته ذات المصادر، أحد رؤوس المافيا الإيطالية المعروفين في إقليم كامبانيا، ويتعلق الأمر بالمدعو غايتانو بينيدوتشي، الذي هو ابن زعيم عصابة “لونغوباردي - بينيدوتشي”، النشطة في منطقتي بوتسولو وكوراتو قرب نابولي، والذي سبق وأن ألقي عليه القبض عام 2008 في عملية مشابهة، بعد اكتشاف مطبعة لتزوير الدينار الجزائري بمنطقة جيوليانو، بضواحي مدينة نابولي، وأطلق سراحه لعدم حصول المحققين على أدلة تبثث صلة غايتانو بمافيا “لا كامورا”. ومن بين المعتقلين أيضا، يوجد أحد الرعايا الإيطاليين، ينحدر من مدينة ميلانو، ويعمل في مدينة ليون الفرنسية، يدعى كلاوديو سكالبليني، ويعتبر حسب الشرطة الإيطالية من التقنيين البارزين في تزوير العملات النقدية بمختلف فئاتها، حيث سبق وأن أوقفت الشرطة الفرنسية العام الماضي بنفس المدينة، 14 شخصا داخل مطبعة سرية لتزوير الدينار الجزائري، وبحوزتهم مبالغ مالية هامة بأوراق نقدية مزورة من فئة 1000 دينار. وفي ذات السياق، نقلت بعض وسائل الإعلام الايطالية، تصريحات مقتضبة لمستشار السفارة الجزائرية بروما، خلال حديثه للصحافة الإيطالية تعقيبا على العملية، قوله إن القضية سيتم تناولها خلال الزيارة الرسمية المرتقبة لوزير الخارجية الإيطالية، فرانكو فراتيني، اليوم إلى الجزائر، حيث سيلتقي وزير الخارجية، مراد مدلسي، ومسؤولين جزائريين آخرين.