حظيت ملحمة “وفية" التي قدم عرضها الأول مساء أول أمس، على ركح المسرح الجهوي عبد القادر علولة لوهران، بإعجاب الجمهور الذي خص هذا العمل الفني الجديد بالتصفيق الحار. وقد أدت الممثلة زاوش بحرية ببراعة دور “وفية" وهي شخصية رمزية، حيث تتقمص دور إبنة لزوجين على استعداد للتضحية والموت تحت تعذيب القوات الاستعمارية بدلا من التبليغ عن رفقائهم المجاهدين. وتبرز القصة التي تدور في سياق الحرب التحريرية التضحيات الجسامة التي قدمها الشعب الجزائري خلال الكفاح من أجل الحرية ومفهوم الوفاء للقسم الذي أعطوه لشهداء الثورة التحريرية المجيدة. وتحمل البطلة بحق من خلال إسمها معنى الوفاء ملتزمة بمواصلة كفاح والديها على طريق الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية. ورغم أن هذا العمل يكتسي طابعا تاريخيا غير أنه لم يتم إهمال الجانب الفكاهي في التمثيل مما سمح باستقطاب المزيد من اهتمام المتفرجين الشباب بتاريخ البلاد. وقد استمتع الجمهور لدى مشاهدته مرة أخرى الممثل محمد حيمور، الذي تألق بأدائه وإيماءاته الهزلية وهو يتقمص شخصية ضابط لجيش المستعمر الفرنسي. وقد قام بتأليف هذا الإنتاج الجديد للمسرح الجهوي لوهران قدور بن خماسة ومن اقتباس بوزيان بن عاشور وإخراج عبد القادر بلقايد. وتعد “وفية" المسرحية الثانية التي ينتجها المسرح الجهوي لوهران في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال بعد “المشعل" التي عرضت في جانفي المنصرم. وسمحت هذه الملحمة أيضا للممثلين الشباب بإبراز مواهبهم على غرار المغنية الشابة ولد محند سيليا، التي تبلغ من العمر 13 عاما، التي تزاول تكوينها في المعهد البلدي للموسيقى أحمد وهبي لوهران. يذكر أنه برمجت عروض جديدة في إطار جولة عبر أنحاء متفرقة من البلاد بعد مشاركة هذه المسرحية في المهرجان الوطني للمسرح المحترف (25 ماي - 3 جوان بالجزائر العاصمة)، وفق مدير المسرح الجهوي لوهران عزري غوتي. ويتوقع العديد من بين الذين تابعوا العرض الأول أن تحقق مسرحية “وفية" نجاحا كبيرا.