سيكون الجمهور الوهراني يوم 18 ماي المقبل على موعد مع العرض العام لملحمة "وفية" التي تندرج ضمن الأعمال المسرحية التاريخية المخلدة للثورة الجزائرية، حيث أبى مسرح وهران الجهوي إلا أن يحتفي بذكرى الاستقلال المجيدة التي تحمل في لبها أكثر من معنى و مغزى من خلال هذه الملحمة التي ألفها كل من قدور بن خماسة وبوزيان بن عاشور وسيخرجها على الركح عبد القادر بلقايد، هي ملحمة جديرة بالمشاهدة لما تحمله من أبعاد تاريخية ودلالات انسانية، تعكس لا محالة إرادة الشعب الجزائري القوية و نضال مجاهديها الذين دفعوا حياتهم ثمنا للحرية و الاستقلال، على غرار "وفية" المرأة الجزائرية التي ساهمت كغيرها من أبطال الجزائر في تحرير البلاد و تخليصه من براثن الاستدمار الغاشم. والتي تؤدي دورها الممثلة المسرحية الواعدة "زاوش حورية " . المسرحية في عمقها تعكس الوفاء لثورة أول نوفمبر المجيدة، من خلال تضحية شابة رفضت الخضوع للقمع الاستعماري والوحشية، ورسمت لنفسها مخططا نضاليا صعبا من شأنه أن يعيد للبلد حريته المغتصبة و استقلاله المنشود، ليؤكد هذا الأمر أن المرأة هي الأخرى لم تكن على الهامش بل شاركت شقيقها الرجل في هذه المعركة التاريخية المظفرة، و"وفية " مثال للجزائرية المناضلة والمجاهدة التي لا تخشى رصاص العدو و لا دبابات الجنرالات , بل أنها وفت العهد وأدت الأمانة بكل شهامة و شجاعة تاريخيتين , فالملحمة التي ستعرض هذا الأسبوع ما هي إلا تعبير عن تضحيات جسام بذلتها المرأة في بلادنا و هاهي اليوم تساهم في الجهاد الأكبر بكل تفان و إخلاص بعدما كانت الأولى في محاربة الفرنسيين و لم تول الأدبار مثلها مثل المجاهدين الجزائريين . مع العلم أن الجمهور الوهراني في حاجة ماسة لمثل هذه العروض الملحمية التي تخلد هذه الذكريات المجيدة , وتدفع به إلى التمسك برسالة الأجداد، لاسيما وأننا نحتفل بخمسينية الاستقلال التي تمثل فرصة لهذا الجيل كي يعتبر ويستشهد بمآثر شهدائنا وأبطالنا الأشاوس ..