يشهد، اليوم، ملعب وامبلي بلندن مواجهة ألمانية ألمانية لأول مرة في تاريخ منافسة رابطة الأبطال الأوروبية، بمناسبة اللقاء النهائي، وبغض النظر عن خصوصية هذا الحوار الألماني الذي سيتابعه عشاق الكرة المستديرة في العالم بنوع من الفضول والتشويق، فإن المستوى الرفيع الذي ظهر به الفريقان في هذه المنافسة سيزيد من توهجها، ويكفي في هذا المجال العودة إلى الدور نصف النهائي الذي شهد تألق الناديين الألمانيين أمام قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، إذ في الوقت الذي وجه فيه نادي بايرن ميونيخ صفعة تاريخية لنادي برشلونة بتسجيله سبعة أهداف في المرمى الكتالاني دون أن يتلقى مرماه أي هدف، تكفل نادي بروسيا دورتموند بتلقين ريال مدريد درسا في كرة القدم من حيث الفعالية خلال لقاء الذهاب عندما أمطر مرماه بأربعة أهداف كاملة قبل أن ينجح في المحافظة على النتيجة في لقاء العودة رغم انهزامه ب (2 - 0). اليوم ومع اقتراب ساعة الحسم، تبقى التنبؤات والتوقعات رهينة عدة معطيات بعضها تاريخي والبعض الآخر يجد مبرراته في المستوى الحالي للفريقين الألمانيين. تشير الإحصائيات إلى أن فريق البايرن ودورتموند تقابلا إلى غاية هذا النهائي 100 مرة في مختلف المنافسات، وكان نصيب رفاق ربيري 45 انتصارا مقابل 26 فوزا لأشبال المدرب يورغن كلوب، فيما انتهت 29 مواجهة بالتعادل. كما تعد مواجهة اليوم الثانية في تاريخ الفريقين في منافسة أوروبية، حيث تقابلا في موسم 1997 - 1998 ويومها تأهل دورتموند بنتيجة (0 - 0) و (1 - 0). أما من حيث التتويجات بألقاب هذه المنافسة، يبقى البايرن الأحسن على الإطلاق، حيث سبق له التتويج أربع مرات في الوقت الذي لم يفز منافسه دورتموند سوى بواحدة، وفي حالة إحراز البايرن للقب الخامس، فسيكون ثالث فريق أوروبي يحرز أكبر عدد من الألقاب بعد ريال مدريد (9 ألقاب) وميلانو (7 ألقاب). وبالعودة إلى المستوى الذي ظهر به الفريقان خلال هذا الموسم، فالغلبة تبدو في جانب البايرن، إذ فضلا عن فوزه باللقب أمام غريمه وبفارق كبير قبل انتهاء الدوري الألماني ب 6 لقاءات، فقد سجل البايرن 146 هدف في كل المنافسات مقابل تلقيه 30 هدفا فقط أي بفارق 116+، وبالتالي فقد كان أحسن هجوم أوروبيا في موسم 2012 - 2013. وفيما يتعلق بمنافسة رابطة الأبطال الأوروبية هذا الموسم، فقد سجل البايرن 29 هدفا أي بمعدل 2,4 هدف في كل لقاء. إذا كان الفريقان الألمانيان يعرفان بجنوحهما إلى اللعب الهجومي من خلال نزعة المدربين كلوب وهانكس، فإن لكل فريق مميزاته وأسلوبه، إذ في الوقت الذي يعتمد فيه البايرن على الاستغلال الأمثل للكرات الثابتة بنجاحه في تسجيل 9 أهداف كاملة في منافسة الأبطال الأوروبية، فإن خطر نادي بروسيا يكمن في دقة المحاولات على مرمى الخصم والتسديد الناجح، حيث تشير الأرقام إلى تفوقه في هذا المجال ب 55,6٪، بالإضافة إلى المهارة التقنية التي يمتاز بها لاعبون في صورة ماركو روس، حيث وصلت نسبة التفوق هذا الموسم إلى 47,9. ومن حيث الفرديات، يبقى اللاعبان توماس مولر من جانب البايرن ولوفندوسكي الأكثر نجاعة على الإطلاق، حيث تمكن الأول من تسجيل 8 أهداف في منافسة رابطة الأبطال، في حين ساهم الثاني في نسبة 52٪ من أهداف فريقه، وكانت أبرزها الرباعية التي سجلها في مرمى ريال مدريد خلال لقاء نصف النهائي، وفي غياب غوتزي المصاب هذا اليوم، فإن الخطر الذي يهدد عرين البايرن هو اللاعب البولندي، ورغم أن حظوظ الفريقين على الورق تبقى متساوية، إلا أن مدرب بروسيا دورتموند يورغن كلوب يرى بأن فريقه بإمكانه إحراز اللقب أمام العنيد ميونيخ: “لعبة كرة القدم هي جماعية واللعب فيها يرتكز على مساعدة المجموعة لبعضها البعض، ويمكن القول أن شهيتنا بدأت منذ لقاء ملغا الإسباني في الدور ربع النهائي، حيث بدأنا نؤمن بحظوظنا في هذه المنافسة للذهاب إلى ملعب وامبلي، ورغم أن ذلك اعتبره البعض مفاجأة إلا أننا لا نشاطر الجميع هذا الموقف".