ظهر المدير الفني لريال مدريد بطل الدوري الاسباني لكرة القدم جوزيه مورينيو أمام وسائل الإعلام الإسبانية والأوروبية في مناسبات قليلة منذ بداية الموسم الحالي، ويعود ذلك إلى توصيات رئيس النادي فلورنتينو بيريز بالابتعاد عن المشاكل، وعدم الدخول في حروب كلامية مع خصومه، لكن المدرب البرتغالي تحيّن الفرصة هذه المرة وظهر لإشعال فتيل الحرب، قبل مواجهة نادي بروسيا دورتموند الألماني، ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. واستغل “السبيشل وان” ظهوره الأخير أمام وسائل الإعلام الإسبانية نهاية الأسبوع الماضي، للرّد على المدير الفني لبروسيا دورتموند يورغن كلوب، الذي ترشحه بعض المنابر الإعلامية الإسبانية والألمانية لخلافته في منصب المدير الفني لريال مدريد في الموسم المقبل. وكان ردّ “المو” على خليفته قاسياً جداً، بعدما وصفه ب”الثرثار”، واتهمه بالسعي وراء الظهور في أغلفة الصحف الأوروبية الكبرى، قبل قمة الأربعاء المقبل على ملعب سيغنال إيدونا بارك. صحيح أن “الرّد الحقيقي” سيكون في الملعب، لكن الحرب الكلامية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند بدأت بالفعل، في سبيل سعي أبناء العاصمة الإسبانية مدريد لتحقيق الكأس العاشرة في تاريخ مشاركاتهم في دوري أبطال أوروبا، إذ يرى المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، أن الوقت قد حان لاستفزاز خصومه من جديد، والعمل على إضعاف قوتهم النفسية قبل المواجهة الحاسمة منتصف الأسبوع الحالي. وكان معظم خبراء كرة القدم الأوروبية قد شّبهوا مدرب بروسيا دورتموند يورغن كلوب، بالمدير الفني لريال مدريد جوزيه مورينيو، نظراً إلى هدوئه الكبير، وتصريحاته المثيرة للجدل في ألمانيا، كما أنه يُحسن التعامل مع جميع الظروف التي تُحيط بمبارياته المحلية والقارية، وأسلوبه المُتبع في الرّد على”السبيشل وان” ب”الاحترام والتزام الصمت”، يدّل على أن “القائد الفعلي لبروسيا” يُخطّط لمفاجأة العملاق المدريدي الأربعاء على أرض الملعب. وينعكس التشابه الكبير بين جوزيه مورينيو ويورغن كلوب على أسلوب لعب فريقهما، حيث يرى البعض أن ريال مدريد صاحب القوة الهجومية الهائلة، والفريق الأقوى في الساحة الأوروبية من حيث المرتدات، لا يختلف كثيراً عن بروسيا دورتموند، الذي يعتمد بدوره على الانطلاقة السريعة للاعبيه على الأطراف، فهو يُجيد بدوره استغلال المرتدات، وبلوغ مرمى خصومه من فرصة واحدة.! القاسم المُشترك أيضاً بين المدربين البرتغالي والألماني، أن ريال مدريد تُوج في الموسم الماضي كبطل للدوري الإسباني لكرة القدم، لكنه خسر مبكراً لقب هذا الموسم لصالح غريمه التقليدي برشلونة، وهذا ما ينطبق أيضاً على بروسيا دورتموند، الذي تُوج في الموسم الماضي بلقب البوندسليغا، قبل أن يتخلى عنه مبكراً هذا الموسم لصالح مُنافسه الأزلي بايرن ميونيخ. ولعل الاختلاف القائم بين الرجلين، أن مورينيو يبدو غاضباً في العادة، فهو الرجل الذي يشتكي من كل شيء، وحتى إن لم يكن هناك سبب، يبدأ “المو” بالبحث عن “مُشكلة” يُشغل بها نفسه، وليُبعد لاعبيه عن الضغوطات التي تُمارس عليهم، فريال مدريد هو النادي الأوروبي الأكثر تعرضاً للانتقادات، نظراً إلى تاريخه الكبير. بينما في المقابل، يبدو يورغن نشيطاً وسعيداً في معظم تصريحاته الإعلامية، وقليلاً ما تُصادفه وسائل الإعلام الألمانية وهو غاضب أو مستاء، ويمتاز هذا الرجل بإطالة الحديث في مؤتمراته الصحافية للهروب من “الأجوبة المنتظرة”، ويسرق الأضواء أحياناً بتصريحات قوية لا تدعو للقلق، ولا تُؤدي “غالباً” إلى إزعاج خصومه.