لاتزال فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف جارية بقاعة المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، لتصل مساء أول أمس إلى العرض التاسع، بالمسرحية التراجيدية “الحب في زمن الحرب" التي قدمها أعضاء المسرح الجهوي لولاية سيدي بلعباس. العرض الذي أخرجه دين الهناني جهيد، يروي قصة “ابن الضباب" الفارس والشاعر الذي دفع حياته في سبيل حبه لوطنه.. هي قصة صراع مع النفس ومع الآخر حول حب الوطن وحب الانسان. أحداث المسرحية تذكرنا بقصة “أرمانوسة المصرية" لجورجي زيدان (إلا أن نهاية الحبيبين لم تكن مماثلة)، وبين رواية “في سبيل التاج" لصاحبها “فرونسوا كوبيه" التي قتل فيها البطل في سبيل وطنه بينما يظنه الآخرون خائنا. السينوغرافيا التي صممها الراحل نورالدين دراع، لم تكن بالشيء الكثير، حيث اعتمد أسلوب المسرح الفقير والسينوغرافيا الحية ليترك المجال للممثلين حتى يملؤوا الركح، حيث جسد هشام بت سهلة، احمد بخال، وهيبة عدنان، أمينة تواتي، موسى لاكروت، حسين بن شميسة، جوزي يسين، عمر دبار، سفيان مختار، وسعاد جناتي، تقنية مسرح العبث بملابسهم وحركاتهم، وحتى بتلك الأكفان البيضاء الطويلة التي مثلت لنا الموت. أما النص الذي أعاد كتابته إدريس قرقوة، فتمايل بين العربية الفصحى تارة واللهجة الدارجة تارة أخرى، تتخلله لحظات كوميديا جسدتها الشخصيات الثانوية لتنسي الجمهور ذلك الجو الكئيب.