خطفت الأجنحة المخصصة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال في الطبعة ال 46 لمعرض الجزائر الدولي، الأضواء من باقي الأجنحة الأخرى تقريبا، وذلك في ظل الإقبال الكبير الذي ميز هذه الطبعة من جانب المواطنين خلال نهاية الأسبوع المنقضية. من بين أكثر الأجنحة التي شدت اهتمام المواطنين في هذا الإطار، ذاك الذي عرضت فيه مؤسسة “كوندور إليكترونيكس" منتوجات متنوعة، بما فيها الجديدة، في مجال الإلكترونيك وتكنولوجيات الإعلام والإتصال وكذا الأجهزة الكهرومنزلية، وهي الأجهزة التي لقي عرضها إقبالا كبيرا، إما بدافع الفضول أوبدافع اقتناء هذه المنتوجات من نقاط البيع المعتمدة من جانب المؤسسة التي لم تلجأ، في هذا المعرض، إلى اعتماد بيع منتوجاتها مباشرة للزبائن وفق ما أكدته، أمس الجمعة، نايت قاسي حياة، المكلفة بالإعلام في المؤسسة الجزائرية الخاصة المشار إليها. وتقول ذات المتحدثة، في سياق تفسيرها للإقبال على منتوجات الإعلام والإتصال:«إننا جزء من هذا العالم الذي يسير بسرعة في هذا المجال، وعلى مستوى هذا الجناح هناك منتوجات مستوردة وأخرى ذات صنع جزائري، ولكن من خلال نسبة إدماج معينة تترواح عموما بين 25 و 30 بالمائة، على اعتبار أن هذا النوع من المنتوجات يبقى معقدا ويحتاج إلى مكونات يتم استقدامها من دول متقدمة لها باع كبير في هذا المجال". يتم الاكتفاء في المعرض بتقديم مختلف المنتوجات دون اللجوء إلى بيعها مباشرة، حيث يتم أيضا بالجناح التعريف بسلسلة التوزيع التابعة للمؤسسة التي تتضمن 50 قاعة عرض على المستوى الوطني. أما بخصوص المنتوجات الجديدة التي تم عرضها فهي تتضمن تليفزيونات ذكية تتميز بالتجاوب مع المحيط، حيث توفر مثلا الترفيه وخدمة الأنترنت، فضلا عن حاسوب نقال جديد يتميز بالسرعة وخفة الوزن والصلابة بأسعار تترواح بين 45 و70 آلاف دج، وفق ذات المتحدثة. وتم خلال هذا المعرض تقديم عدة منتوجات كهرومنزلية أحاطها فضول كبير من جانب الزوار، لكن عدة مفاجآت ميزت هذا الديكور من حيث إبراز الهاتف النقال الذي تم صنعه بنسبة إدماج معتبرة، وتنوي الشركة تسويقه قريبا. وفضلا عن ذلك فقد تم الكشف أيضا ، خلال المعرض، عما يعرف ب«المنزل الذكي لكوندور"، وهو نظام تحكم ذكي يسمح بالسيطرة على عدة أجهزة منزلية، أو داخل المباني عموما، بفضل هاتف نقال أوعن طريق حاسوب موصول بالأنترنت. وتم خلال هذه الطبعة من المعرض تقديم الهاتف النقال الجديد “غلاكسي أس. 4" المنتج من طرف شركة “سامسونغ" الكورية الجنوبية، وقد تم عرضه من جانب المتعامل العمومي في مجال الهاتف النقال “موبيليس"، في انتظار البدء في بيعه من طرف مصالح الشركة في وقت لاحق بعد تحديد السعر الخاص به وفق ما استفيد من بعض القائمين على الجناح الخاص بالمتعامل العمومي في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وبغض النظر عن التعريف بالخدمات المقدمة للزبائن العاديين، فإن المعرض كان فرصة أيضا بالنسبة للقائمين على جناح “موبيليس" من أجل اجتذاب مؤسسات أخرى للتعاقد مع الشركة في مجال تكنولوجيات الإعلام والتصال التي تقدمها، وهنا يؤكد ناجي محمد لمين، إطار في خدمة ما بعد البيع بمديرية المؤسسات بالشركة، أن حوالي 50 مؤسسة أبدت اهتمامها منذ افتتاح المعرض بخدمات “موبيليس"، لاسيما - كما قال - بأجهزة “بلاك بيري" واللوحات المعلوماتية وخدمات الأنترنت. كما أن هذه المؤسسات المهتمة، وفق ذات المتحدث، تضاف إلى مؤسسات أخرى هي زبونة عند “موبيليس" على غرار مؤسستي سونلغاز والخطوط الجوية الجزائرية، وعديد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأخرى. ووفق أحد إطارات مديرية الإعلام في “موبيليس" فإن تسويق هاتف “غالاكسي. أس. 4" سيتم ابتداء من منتصف جوان الجاري، وفق المدير العام لفرع سامسونغ في الجزائر. وقد أكد ذات المصدر أن جناح الشركة يضم عرض أنواع هواتف نقالة أخرى، على غرار هواتف “سوني إريكسون" وكذا اللوحة الإلكترونية الجديدة ل«موبيليس" التي تصنعها مؤسسة “هواوي" الصينية. وحاولت مؤسسة /mi 6/ ، المختصة في مجال الإعلام الآلي المتعلق باتخاذ القرارات والكائن مقرها بفرنسا، من خلال جناحها في هذا المعرض، جلب متعاملين في سياق مرافقتهم في هذا المجال الذي يتضمن المعالجة المعلوماتية للمشاريع أو المنتوجات إلى غاية وضعها في السوق، فضلا عما تقوم به في مجال التكوين ومرافقة مختصي الإعلام الآلي داخل هذه المؤسسات. غير أن هذا الأمر، وفق بلقاضي يوسف المكلف بالأعمال في المؤسسة التي يقع مقرها في باريس،"لا يزال غير مفهوم هنا في الجزائر"، مضيفا أن “البعض من العاملين في مجال التسيير المعلوماتي يقلقهم العمل بأنظمة للمعالجة المعلوماتية على اعتبار أن ذلك يقود إلى شفافية أكبر مثلما يحدث مع نظام “أس. بي. أ« الخاص بالمعاملات المالية والتجارية"، على حد العبارات اللذي استعملها ذات المتحدث الذي أضاف أن الشركة التي يمثلها في المعرض تحاول الاستقرار في الجزائر. وإذا كانت الشركة الأجنبية المشار إليها تعمل على إيجاد موطئ قدم لها في السوق الجزائرية في مجال المرافقة المعلوماتية، فإن مؤسسة “عليان أنفو" /alian info / المختصة في البرامج الحاسوبية المتعلقة بالقوانين، يبدو أنها استطاعت فعلا إيجاد مكان لها في السوق الجزائرية من خلال الاتصالات التي تجريها حاليا مع عدد من المؤسسات، على غرار الخطوط الجوية الجزائرية والبنك الوطني الجزائري، وفق مدير الشركة عليان جلول، الذي أشار أيضا إلى أن الشركة تعمل على تقديم حلول في مجال البحث في القوانين، فضلا عن ابتكارها منتوجا جديدا يتمثل في “اليقظة القانونية" التي تسمح، كما قال، للمتعاملين بالإطلاع على القوانين الجديدة كل حسب اختصاص نشاطه، فضلا عن منتوج “الموسوعة القانونية" التي تسمح بتقديم مجوعة القوانين الخاصة بميدان معين. ورغم أن مجالات تكنولوجيات الإعلام والاتصال استأثرت بالقدر الأكبر من الاهتمام لدى زوار المعرض، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الأجنحة الأخرى من استقطاب اهتمام الزوار هي الأخرى، وذلك ما حدث مثلا بجناح الخطوط الجوية الجزائرية، التي صنعت الاستثناء هذه المرة من خلال تمكينها زوار الجناح من استعمال جهاز لمحاكاة الطيران وفرته شركة “بوينغ" الأمريكية العاملة هي أيضا في نفس المجال. وأكدت نهلة بن بلقاسم، نائبة مدير مكلفة بالترقية والإشهار بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، وجود إقبال كبير على جناح الشركة بفضل استقدام هذا الجهاز من “سياتل" بالولايات المتحدةالأمريكية، مضيفة أن هذا الجهاز “يسمح للشخص أن يعيش أجواء قيادة الطائرات". وأكد ذات المتحدثة:«بالنسبة لنا فإن المعرض هو معرض خمسينية الاستقلال، وقد أردنا من خلال هذا الجهاز الخاص بمحاكاة الطيران أن نصنع الحدث على نحو يرتقي إلى هذه المناسبة الكبيرة، وذلك منذ يوم الأربعاء الماضي الذي شكل أول يوم للمعرض. وبغض النظر أيضا عن الاستقطاب المعتبر الذي مارسته أجنحة مواد التجميل، على غرار علامة “شوارتزكوف" العالمية، فإن هناك استقطابا كبيرا مارسه أيضا الجناح الخاص بالهجرة إلى كندا من خلال مؤسسة معروفة في هذا المجال تدعى “العيش في كندا والهجرة" / vivre au canada immigration / مثلته في الجناح رئيسة هذه المؤسسة الجزائرية المقيمة في كندا، نورة بوهالي، فضلا عن أحد المحامين الكنديين. ووافقت هذه المستشارة المعتمدة في الهجرة بكندا و«الكيبيك" على الطرح الذي أثارته “الجزائر نيوز" بخصوص الجدل الذي أحاط بمثل هذه المكاتب في الجزائر، وقيام البعض منها بالاحتيال على المواطنين، لكنها أكدت أن المؤسسة التي ترأسها موجودة في 18 بلدا حول العالم، بما فيها الجزائر، حيث تعمل مع أحد المكاتب في العاصمة، فضلا عن كونها المؤسسة الوحيدة من هذا النوع التي تم اعتمادها في معرض الجزائر الدولي في طبعته ال 46. وأكدت ذات المتحدثة أن اتخاذ قرار بفتح تمثيلية حقيقية للمؤسسة في الجزائر يتعلق بعدة عوامل، منها ما يتعلق برؤية مدى الإقبال الحقيقي للناس على خدمات المؤسسة في مجال الهجرة، حيث أكدت أن قرارا بهذا الشأن سيتم اتخاذه قريبا.