وصفت، وزيرة الثقافة، خليدة تومي، الروائي الجزائري رشيد بوجدرة ب''الكاتب الذي لن يتكرر أبدا''، ودعت الحضور ممن لم يقرأوا بعد له، إلى تدارك الأمر في الصالون واقتناء أكبر عدد من رواياته قصد الإطلاع على إبداعاته التي اعتبرتها دراسات تشرح الواقع المعيش، مضيفة أن بوجدرة يكتب لما يجب أن يكون، لا لما هو كائن· جاء ذلك، بقاعة القدس، على هامش الصالون الدولي للكتاب لدى تقديمها لآخر رواية لرشيد بوجدرة، المنتظر صدورها في طبعتها الأولى عن دار النشر ''غراسي'' الفرنسية مطلع شهر مارس القادم· وأكدت تومي، في سياق حديثها عن الكتاب، أن وزارة الثقافة حرصت على أن تكون لرواية بوجدرة المعنونة ب ''التين الشوكي'' طبعة جزائرية، وهو ما سيتحقق مع منشورات ''البرزخ'' بعد صدور الرواية بفرنسا· الرواية التي وصفتها خليدة تومي بأنها تتميز بشخصيات أقرب إلى الواقع المعيش في الجزائر، تقع في عشرة فصول وتدور أحداثها في خمسة وأربعين دقيقة من الزمن الافتراضي على متن طائرة متوجهة من الجزائر العاصمة إلى مدينة قسنطينة، على شكل حوار بين رشيد الراوي وابن عمه عمر المجاهد إبان الثورة التحريرية، والذي أصبح اليوم مهندسا معماريا يعيش حياة مليئة بالتناقضات، فرغم منصبه الهام إلا أنه مازال حتى اليوم تحت ضغوط الماضي، فوالده الذي كان مفتش شرطة قبل الثورة وأثنائها بأمر من جيش التحرير، قصد مساعدتهم في تحصيل المعلومات من الفرنسيين إتهم بالعمالة للعدو بعد الإستقلال، أما الأخ الأصغر سليم الذي اختار طواعية العمل مع الجيش الفرنسي، فقد عثر على جثته مرمية بضواحي المدينة، مباشرة بعد انتهاء الثورة التحريرية، كل هذه الضغوط نغصت عليه حياته ولم تترك له فرصة التمتع بما هو عليه الآن، بل أكثر من ذلك لا يزال يحاول إيجاد شيء أو أشياء يمكن أن تبرئ ذمة والده وأخيه من تهمة العمالة للفرنسيين· من جهته، أكد رشيد بوجدرة، أنه لا يمكن أن يضيف شيئا على ما قالته وزيرة الثقافة عن روايته، أما فيما يخص استعمال نفس الشخصيات تقريبا في كل كتاباته، فقد وضح ذلك بأن الشخصيات في روايته مستلهمة من الواقع المعيش ويمكن أن نقول أن شخصياته تعيش معنا في المجتمع الجزائري، ولا يمكن أبدا أن نفصلها عن الحقيقة· جدير بالذكر أن الرواية تقع في حوالي ثلاث مائة صفحة، تحاول أن تبرز تراكمات ومخلفات الثورة التحريرية ومشاكل الماضي على الفرد الجزائري الحالي ومحاولة إبراز الطريقة الأمثل التي يمكن أن يتعايش بها دون التأثير على نفسياتنا ولا على الأشخاص المحيطين بنا·