تشهد مدينة طرابلس اللبنانية انتشار كبيرا للمسلحين في شوارعها، وذلك إثر الشائعات التي غذت الاحتقان الطائفي في المدينة التي تعيش اشتباكات متقطعة منذ فترة، بين باب التبانة وجبل محسن، على خلفية الثورة السورية. إلا أن نشر الأكاذيب والصور المفبركة عن قيام الجيش اللبناني باقتحام مسجد، ونشر صور مفبركة لمصاحف مرمية على الأرض، تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، زاد الطين بلة. ما دفع قيادة الجيش إلى إصدار بيان تنفي فيه كل تلك الشائعات وتحذر من تحول لبنان ساحة للصراعات الإقليمية وانتقال الأحداث السورية إليه. بيان كان لا بد من التأكيد عليه مجددا أمس الجمعة، بنداء وجهته قيادة الجيش إلى اللبنانيين، وحذرت فيه من "مخططات" لاستدراج البلاد إلى حرب مع تزايد الأحداث الأمنية المرتبطة بالنزاع السوري في لبنان، مؤكدة على أن "استعمال السلاح سيقابل بالسلاح". وأشارت إلى أنها سعت في الأشهر الأخيرة إلى العمل بقوة وحزم وتروٍّ لمنع تحول لبنان ساحة للصراعات الإقليمية وانتقال الأحداث السورية إليه، لكن الأيام الأخيرة حملت إصرارا من جانب بعض الفئات على توتير الأوضاع الأمنية وخلق الحساسيات بين أبناء الشعب الواحد على خلفية الانقسام السياسي الحاصل في شأن التطورات العسكرية في سوريا. إلى ذلك، أعلنت القيادة عن إطلاق سلسلة تدابير أمنية حاسمة في طرابلس وصيدا وبيروت والبقاع وجبل لبنان، مؤكدة أن عملياتها ستكون رادعة ومتشددة. وشددت على أن الجيش مزمع على تنفيذ خطته الأمنية في طرابلس مهما كلف ذلك، ليس على محوري باب التبانة وجبل محسن فقط، إنما أيضا في كل بقعة يراد منها أن تكون محور قتال بين أبناء المدينة الواحدة، وهو تَدخّل في صيدا بقوة أيضاً لمنع استثمار تطورات سوريا، وفي بعض أحياء جبل لبنان حيث أطلق مسلحون النار ابتهاجا. وهو مستمر في ملاحقة الفاعلين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال عسكريين في عرسال.