نبهت قيادة الجيش اللبناني أمس إلى أن بعض الفئات تصر على توتير الأوضاع الأمنية في لبنان على خلفية الانقسامات السياسية حول التطورات العسكرية في سوريا وحذرت من جر البلاد إلى حرب عبثية وقالت إن استعمال السلاح سيقابل بالسلاح، وقال الجيش في نداء إلى اللبنانيين إن قيادته سعت في الأشهر الأخيرة إلى العمل "بقوة وحزم وترو" لمنع تحول لبنان إلى ساحة للصراعات الإقليمية وانتقال الأحداث السورية إليه لكن الأيام الأخيرة حملت إصرارا من جانب بعض الفئات -لم يسمها- على توتير الأوضاع الأمنية وخلق الحساسيات بين أبناء الشعب الواحد على خلفية الانقسام السياسي الحاصل بشأن التطورات العسكرية في سوريا، وأعلنت قيادة الجيش في بيانها أنها اتخذت سلسلة تدابير أمنية حاسمة في طرابلس شمالا وصيدا جنوبا، وبيروت، والبقاع شرقا، وجبل لبنان وستكون عملياتها رادعة ومتشددة، وأضافت أن الجيش عازم على تنفيذ خطته الأمنية في طرابلس التي شهدت اشتباكات خلال الأيام القليلة الماضية "مهما كلف ذلك ليس على محوري باب التبانة وجبل محسن فقط، إنما أيضا في كل بقعة يراد منها أن تكون محور قتال بين أبناء المدينة الواحدة"، من جهتها حذرت قوى 14 مارس المعارضة في لبنان من أن حزب الله يجر البلاد إلى حرب أهلية جديدة بمشاركته في القتال بسوريا ويتزامن ذلك مع تحذير مثقفين شيعة من "انحلال الدولة" واعتراض حكومة تصريف الأعمال على الإدانة العربية لتدخل الحزب في سوريا، جاء ذلك في بيان أصدرته الأمانة العامة لقوى 14 ماري تحذر فيه من مخاطر مشاركة حزب الله في سوريا ولا سيما انجرار لبنان إلى حرب أهلية، ميدانيا قتل شخص واصيب 7 آخرون باشتباكات في مدينة طرابلس شمالي لبنان بعد أن هاجمت مجموعات سلفية مسلحة مقر حركة الناصريين العرب على خلفية الأزمة السورية، وتدخل الجيش اللبناني واشتبك مع عدد كبير من هذه الجماعات في أحياء التل والنجمة وعدد من شوارع المدينة واستخدمت في المواجهات كافة انواع الأسلحة، وكان الجيش اشتبك في وقت سابق من نهار أمس مع مجموعات مسلحة في منطقتي باب التبانة وجبل محسن خلال محاولته الانتشار في هذه المناطق لمنع الظهور المسلح ووضع حد للمواجهات ويسعى الجيش إلى طرد الجماعات المسلحة من المدينة والتي لا تزال تتنقل من حي إلى آخر فيما أعلن وزير الداخلية مروان شربل أن الجيش سيكتمل انتشاره خلال ثمان واربعين ساعة، وتأتي هذه المعارك بعد ثلاثة أسابيع من الاشتباكات المتقطعة بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية والمؤيدة اجمالا للمعارضة السورية وجبل محسن العلوية أسفرت عن مقتل حوالى 40 شخصا.