هدد طلبة قسم علم النفس بجامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو، بالدخول في إضراب مفتوح عن الدراسة وتكرار سيناريو السنة المنصرمة، إن لم تتدخل الإدارة لإيجاد حلول عاجلة للمشاكل البيداغوجية التي يتخبطون فيها، وقدموا مهلة شهر كأقصى حد للاستجابة لأرضية مطالبهم التي رفعوها للإدارة منذ السنة الجامعية الماضية· أكد العديد من طلبة قسم علم النفس أنهم يواجهون عدة مشاكل بيداغوجية تعرقل عملية التحصيل العلمي، وتهدد مستقبلهم الدراسي، وتسببت في تراجع النتائج وكذا في إعادة السنة للعديد من الطلبة· وحسبهم، فإن الإدارة أصبحت تتلاعب بلائحة المطالب التي رفعوها لها منذ الدخول الجامعي للسنة الماضية، حيث لم يسجلوا أي تدخل في أرض الواقع، إذ وصف الطلبة الوضعية البيداغوجية للقسم خلال عرضهم لمختلف المشاكل التي يتخبطون فيها بالكارثية، مشيرين إلى أن الاكتظاظ داخل الأقسام والمدرجات يعتبر الهاجس اليومي الذي يؤرقهم· وحسبهم فإن العديد من الطلبة لا يحضرون المحاضرات بسبب عدم وجود الأماكن داخل المدرجات خصوصا للسنتين الأولى والثانية، إضافة إلى الاكتظاظ الكبير داخل الأقسام، حيث يصل عدد الطلبة في الفوج الواحد إلى 45 طالبا ويصل في بعض الأفواج إلى 50 طالبا، وهي الوضعية التي تصعب عليهم فهم أو تلقين الدروس، ويرون أن الوقت المخصص للمادة الواحدة في الأعمال الموجهة غير كاف· وفي هذا السياق، لم يخف الطلبة أنهم لا يناقشون البحوث التي تعرض في القسم بطريقة جيدة بسبب ضيق الوقت، إضافة إلى عدم تمكن العديد من الطلبة في الفوج الواحد من أخذ الكلمة أو الاستفسار عن الأشياء الغامضة في البحث المقدم· إلى جانب ذلك، جدد طلبة قسم علم النفس مطلبهم المتمثل في ضرورة إدراج اللغة الفرنسية كلغة أساسية في المحاضرات والأعمال الموجهة، حيث أكدوا أنهم يعانون من مشكل التحصيل العلمي نظرا للصعوبات التي تواجههم في التأقلم مع اللغة العربية في الجانب النظري واللغة الفرنسية في الجانب التطبيقي، خصوصا وأن الحياة المهنية لمثل هذه المواد تجري باللغة الفرنسية· وكشف طلبة قسم علم النفس بجامعة مولود معمري أن الاتصال بينهم والأطباء وكذا مع الأخصائيين النفسانيين في المراحل التطبيقية والميدانية تتم باللغة الفرنسية، وهو ما يزيد من صعوبات الفهم والتحصيل كون الدروس النظرية يتلقونها باللغة العربية، خصوصا وأن علم النفس يحتوي على كلمات رمزية خاصة لم تترجم بعد إلى العربية· أضف إلى ذلك أن معظم المراجع والوثائق وكذا رسائل الماجستير والدكتوراه الموجودة في مكتبة قسم علم النفس مدونة باللغة الفرنسية، وحسبهم لم تغيرها الإدارة عندما طبقت قرار الاستغناء عن اللغة الفرنسية واستبدالها باللغة العربية· كما يشتكي هؤلاء الطلبة كذلك من الحالة المزرية التي آلت إليها المكتبة، التي تعرف فوضى عارمة ونقصا فادحا للكراسي والطاولات، ناهيك عن افتقارها للمراجع كماً ونوعاً وعدم توفرها على المراجع الجديدة، حيث يواجهون مشاكل كثيرة في إنجاز البحوث، ويزداد الطين بلة لدى الطلبة المقبلين على التخرج· وحسب تصريحاتهم، فإن العديد منهم يتأخرون في إنجاز مذكرات تخرجهم حيث يضطرون إلى إضافة سنة أخرى في الجامعة· وفي نفس الإطار، صرح الطلبة أن هذه المكتبة تتطلب إعادة تهيئتها، وطالبوا بتدعيمها بالكتب والوثائق الجديدة واللائقة، إضافة إلى جلب موظفين أكفاء للسهر على السير الحسن فيها قصد ضمان خدمات أفضل لهم· ومن جهة أخرى، طرح الطلبة مشكل ضعف التأطير في قسم علم النفس، وحسبهم فإن الإدارة اعتمدت على بعض الأساتذة غير أكفاء وكذا على طلبة الماجستير سعيا منها -حسب الطلبة- إلى سد عجز التأطير الذي تشهده جامعة مولود معمري ما جعل المستوى التعليمي يتراجع أكثر· إلى جانب ذلك، لم يخف الطلبة أن هذه المشاكل يعاني منها قسم علم النفس منذ السنوات الثلاثة الأخيرة والوضعية تزداد تأزما كل سنة نتيجة ارتفاع عدد الطلبة الجدد، وهي الوضعية التي لم تأخذها -حسبهم- الإدارة بعين الاعتبار ما جعل المشاكل تتفاقم من سنة لأخرى· كما أبدى الطلبة تذمرهم وغضبهم الشديدين إزاء السياسة التي تنتهجها الإدارة، حيث أكدوا أنهم رفعوا شكاوى ومراسلات متكررة للجهات المعنية منذ الدخول الجامعي للسنة الماضية بمن فيهم رئيس القسم، عميد الكلية، رئيس الجامعة وكذا السلطات المحلية لكنهم تأسفوا من عدم الاستجابة لمطالبهم التي تعرضت للإهمال واللامبالاة، الأمر الذي دفع بهؤلاء الطلبة لاتهام إدارة جامعة مولود معمري بانتهاجها لسياسة التهميش واللامسؤولية· هذا، وقدم طلبة قسم النفس مهلة مدتها شهر للإدارة قصد أخذ مطالبهم بجدية، وهددوا بالدخول في إضراب مفتوح عن الدراسة إن لم تستجب الإدارة لمطالبهم بعد انقضاء هذه المهلة· وللتذكير، فقد دخل طلبة قسم علم النفس خلال السنة الماضية في إضراب عن الدراسة أكثر من خمس مرات للمطالبة بنفس المطالب·