حظي أمسية أول أمس الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، فنان أغنية الشعبي عبد الرحمن القبي بتكريم خاص ميزه حضور كوكبة من الفنانين الجزائريين ومحبي الفنان. ويندرج هذا الحفل في إطار سلسلة التكريمات التي بادرت بها وزارة الثقافة والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تقديرا واعترافا بمجهودات الفنان في إثراء الفن الغنائي الجزائري. وبعد متابعة فيلم وثائقي حول مسيرة عبد الرحمن القبي، أعده التلفزيون الجزائري، استهلت السهرة بوصلات غنائية أداها نخبة من الفنانين في أغنية الشعبي وذلك بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي. وبحضور الفنان عبد الرحمن القبي، أطرب ديدين كاروم جمهور قاعة ابن زيدون بباقة من المقاطع الغنائية التي أعاد من خلالها أغانيه. ويعد ديدين كاروم من مطربي الشعبي الذين أعادوا تسجيل أغاني الفنان كأغنية "ديك المارة" قائلا إنه يعتبر القبي ب«المثال الذي يقتدى به خاصة وأن له أسلوبه الخاص في أداء هذا النوع الموسيقي". كما استمع الحضور إلى مطربين آخرين أرادوا من خلال التكريم أن يتمنوا للقبي (68 سنة)، عمرا طويلا خاصة وأنه تعرض مؤخرا إلى وعكة صحية. فأدى المطرب ناصر مقداد أغنية "حبيبة" التي تجاوب معها الجمهور، كما أدى توفيق عون أغنية "الوقت صعيب" التي احتوت موضوع الغربة. ليتواصل بعدها الحفل بصعود نادية بن يوسف، التي تلقب ب "سيدة الأغنية العاصمية" إلى المنصة لتؤدي بدورها وصلات من سجل الأغنية العاصمية. وتميز الفنان مهدي طاماش الذي كان أقرب المقربين من الحاج محمد العنقى بتأدية أغنية "وين سعدي" للعنقا تكريما للمدرسة العنقاوية التي ينتمي إليها. وفي ختام الحفل سلمت وزيرة الثقافة خليدة تومي، درع التكريم لعبد الرحمن القبي الذي بدا بكامل لياقته البدنية بالإضافة إلى تسليمه سجل غنائي يحوي 5 ألبومات تحمل أغانٍ للفنان. وبعد إلحاح من الجمهور لم يبخل الفنان على الحضور بتأدية باقة من أغاني الشعبي ك«صلوا على نبينا" ومقاطع أخرى مأخوذة من قصائد لشيوخ الطرب الشعبي أهداها لروح الحاج محمد العنقى والهاشمي قروابي. كما أعرب عبد الرحمن القبي عن سعادته بتخصيص هذه الالتفاتة معبرا عن امتنانه للاعتراف بمساهمته في ترقية أغنية الشعبي. ودعت وزيرة الثقافة في تصريح للصحافة الشباب المولوعين بموسيقى الشعبي إلى الاقتداء بالفنانين المحترفين في هذا النوع الموسيقي خاصة الذين مازالوا على قيد الحياة من خلال الاحتكاك بهم والاغتراف من تجاربهم الموسيقية. الفنان عبد الرحمن القبي من مواليد 1945، عاش في كنف عائلة تحترف المسرح الغنائي. كانت بدايته الفنية سنة 1965 على يد الفنان عبد الكريم دالي. تم تعينينه لاحقا أستاذا للموسيقى الكلاسيكية والأندلسية بالمعهد الموسيقي للعاصمة. في نهاية الستينيات، بدأ اسمه يتداول ضمن أسماء أغنية الشعبي مما جعله مطلوبا من قبل العائلات لإحياء المناسبات والأفراح. وقد سجل الفنان مصنفات مستخرجة من الرصيد الموسيقي الشعبي ليكرم من خلال هذه المجموعة من الأغاني بعض من شعراء الشعر الملحون أمثال الشيخ سيدي لخضر بن خلوف والمغراوي وغيرهم بتأدية بعض من الأغاني المختارة من رصيدهم الثري.