احتضنت قاعة ابن زيدون أول أمس، الاحتفال بالذكرى الثانية لرحيل عميد الأغنية الشعبية الفقيد الهاشمي قروابي وذلك بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وعدد من أفراد عائلته لاسيما شقيقته وابنه مصطفى قروابي. بداية هذا الحفل الذي شارك في تنظيمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف، كان بكلمة مرتجلة بحضور وزيرة الثقافة قرأها السيد نور الدين لرجان وأثنى فيها على خصال الفنان. ليعرض بعدها على الحضور روبورتاجا تلفزيونيا كان من الواضح أنه أنتج لصالح القناة الجزائرية الموجهة للخارج أو هذا هو التفسير الوحيد لاعتماد الفرنسية كلغة للعمل ودفع المشاركين فيه من أبناء الراحل وعائلته وحتى أحفاده للحديث بلسان فولتير عن عميد الأغنية الشعبية. ورغم عظمة الرجل ومشواره الفني الطويل الغني بالعطاء والذي جمع بين المسرح والسينما وطبعا الموسيقى، لم يبرز الروبورتاج الذي كان من المفترض أن يسطر مسيرة الفنان وتاريخه لذا نستطيع القول أن العمل الذي أعدته نسيمة ايملول جزء يسير لم يف العميد حقه ولم يعط الفنان سوى شذرات من زخم ما قدمه وبالتالي إهمال الكثير من الأجزاء الهامة في مشواره الفني وشهرته. حيث اكتفى العمل بتقديم مجموعة من الصور المستقدمة من أرشيف التلفزيون لا سيما حفله الأخير بالجزائر في 4 جويلية 2004 بعد نجاح عمليته الجراحية وبعض التصريحات القليلة جدا لشقيقة الراحل فاطمة الزهراء وبعض أبنائه لاسيما إبنه البكر محمد وسعد وابنتيه كنزة وزبيدة في حين غاب مصطفى وباقي الأبناء. ولم تكلف مخرجة العمل نفسها حتى عناء عنونة الصور التي اعتمدتها في عملها كالحفلات والسكاتشات والمسرحيات التي شارك فيها الفنان لتعريف الجمهور بها. وقبل ذلك ضمت الاحتفالية ما يشبه عرضا فوتوغرافيا لعدد من صور الفنان عُدت على أصابع اليد والتي تمثلت في بعض البورتريهات والصور التي جمعت الفنان الراحل بوزيرة الثقافة ورئيس الحكومة أحمد أويحيى وبعض الصور القديمة كصورة الفنان في الخدمة العسكرية. السهرة التي لم يحضرها جمهور كبير واقتصر على عدد قليل من الفنانين وأصدقاء الرجل ونفر من أفراد عائلته شهدت أيضا حفلا موسيقيا شارك فيه نخبة من خيرة فناني الشعبي الذين قدموا مقاطع من أشهر ما أدى الفنان الهاشمي قروابي تقدمهم الفنان عبد الرحمان القبي، عبد الرزاق قنيف، أحمد العيداوي سيدعلي لقام، خليفة بن رابح ونجل الفنان مصطفى قروابي والفنان ديدين كاروم الذي حضر الحفل لحظات قبل انطلاقه، ليؤكد في حديث ل"المساء"، أنه لم يعلم بمشاركته في التكريم إلا سويعة قبل انطلاقه ما جعله يفكر في الاعتذار لكنه تراجع لأن التكريم يخص عميد أغنية الشعبي.