تشير المشاهد الأولى للأعمال الدرامية السورية المعلن عنها عبر مختلف القنوات العربية، إلى تواجدها القوي في الساحة، واستعدادها لمنافسة نظيرتها المصرية بالدرجة الأولى. 28 عملا أنتج على صفيح ساخن، وبمباركة السلطة الحاكمة، ورغم الأزمة الدامية، ستقدم للمشاهد العربي نجوما فضلوا البقاء قريبا من قصر الرئاسة، دون التطرق مباشرة وصراحة ألى الوضع السياسي في البلاد. يتفاءل المتتبعون للإنتاج السوري، بما حققه في الموسم الرمضاني 2013، معتبرين إياه بالمتفوق على السنوات الثلاثة السالفة. وتؤكد التقارير الإعلامية وتصريحات الممثلين والمخرجين، أن ما سيقدم للمتفرج العربي، سيحاكي الواقع المعاش من ناحية اجتماعية بالدرجة الأولى ثم من وجهة نظر اقتصادية، أما السياسة فستكون الغائب الأكبر في النصوص المكتوبة للشاشة الصغيرة السورية. ولن تتطرق المسلسلات إلى ما يدور في ساحة المعركة، ولا إلى الضحايا المتساقطين في أعتق المدن على غرار حلب، اللاذقية وإدلب وغيرها. فحلب لم تتمكن هذا العام من أن تكون مسرحا لمسلسل "حبة حلب" لتستبدل شوارعها ببيئة دمشقية محضة. "الولادة من الخاصرة" في جزئها الثالث قد تشكل الاستثناء هذه المرة، وبعنوانها الفرعي "منبر الموتى" سنشاهد انعكاسات الأزمة على الناس اجتماعيا واقتصاديا. إلا أن "الخاصرة" لن تميل إلى أي طرف متنازع في البلد، والحياد يفتح ألف سؤال؟ أما نجدت أنزور فأعلنها صراحة في عمله "تحت سماء الوطن.. بعيدا عن السياسة" إنه سينقل أزمة الوطن عبر حكايات الناس العاديين من دفتر الألم دون التطرق إلى السياسة، عبر ثلاث حكايات هي "مريم"، "الصمت"، "الحميدية" والبطولة لديمة قندلفت. جدير بالذكر، أن التصوير تم تحت رقابة أمنية مشددة، مع الأخذ بعين الاعتبار التقليص من عمر الحلقات، ودقائقها المحسومة بهجوم غير مرتقب أو اضطراب قد يهدد حياة المجموعة الفنية والتقنية. تفتخر مصادر رسمية سورية بإنجاز عشرين فيلما داخل الأراضي السورية، فأسمته ب "تحد الوجود"، وتأكيد على الحضور في حظيرة الدراما العربية، بينما صورت ثمانية أعمال فقط في أربعة بلدان عربية هي لبنان، الأردن، الجزائر وأبو ظبي. تردد رمضان الماضي، عبارات (تخلف الدراما السورية عن الركب)، إلا أن عماد الرفاعي الرئيس الحالي للجنة صناعة السينما والتلفزيون، يؤكد أن حجم استثمار المنتجين السوريين يمثل 60 % من حجم الأموال السورية، مقابل 40 % للمال الخارجي الموظف. ويبلغ عدد شركات الإنتاج الناشطة فعليا في الميدان 15 شركة، ناهيك عن المتخصصة في التسويق والدوبلاج والكارتون. مسلسلات "لايت" إذن ستكون في الموعد، بما فيها التاريخية "ياسمين عتيق" للمخرج المثني صبح، "قمر الشام" لمروان بركات، "زنود الست"، "حائرات" على شاكلة الدراما التركية، "حكايات دمشق"، و"روزنامة" الذي تدور أحداثه في كلية الآداب ويغوص في عالم الطلبة الجامعيين الذين يمرون خلاله بأحداث ومواقف متنوعة، بطولة لارا سعادة وإخراج وسيم السيد. بينما تدور أحداث "طاحون الشر" في حارة تتعرض لمشاكل كثيرة منها القتل والصدامات بطولة بسام كوسا وإخراج ناجي طعمي.