أكد، البارحة، منصف المرزوقي، رئيس المجلس التأسيسي التونسي، في حوار خاطف مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الجهات التي اغتالت شكري بلعيد منذ خمسة أشهر هي نفسها من نفذت الجريمة في حق محمد البراهمي الخميس المنصرم. وقال المرزوقي إنه عندما أحس المجرمون بقرب كشف حقيقتهم، سارعوا إلى تنفيذ عملية أخرى لتضليل التحقيق في هويتهم، متهما إياهم بالطعن في مناسبة وطنية سيادية هي عيد الجمهورية الموافق ل 25 جويلية من كل عام: "لا أشك في وجود علاقة سياسية بين قضيتي اغتيال المناضلين شكري والبراهمي"، يجيب ذات المصدر. الاغتيال جاء - حسب المتحدث - ونحن في طريقنا المعبد لوضع التفاصيل الأخيرة على الدستور الجديد، وتحديد تاريخ قريب للانتخابات التشريعية والرئاسية: "نحن في ربع الساعة الأخيرة للفترة الانتقالية، وتنفيذ الاغتيال لم يكن صدفة. ثمة أشخاص يريدون تصوير الربيع العربي معطلا حيثما اندلع، بينما في تونس الوفاق الوطني جد قوي ويسود سلم مدني مميز.. هم يريدون تحطيم كل هذا". إلا أن المرزوقي لم يكن متأكدا من الموعد المحدد الذي سيكشف فيه اسم قاتل بلعيد، رغم تأكيدات نورالدين البحيري الوزير المستشار في الكحومة، بقرب حدوث ذلك. أما المرزوقي فاكتفى بالرد: "نعم، ولكن لا أستطيع التصريح بالتاريخ الآن. نحتاج إلى مزيد من الأدلة وستتكفل وزارة الداخلية بإعلان النتائج". وعن المظاهرات وأحداث العنف التي نشبت في المدن التونسية على غرار سيدي بوزيد، واحتمال الانزلاق في برك دامية كان اتحاد العمال التونسيين قد حذر منها، أجاب رئيس المجلس التأسيسي قائلا: "سأخاطب الشعب وأدعوه للهدوء. لا يجب أن نستجيب لرغبة من يردون أن نغرق في الدم ونحترق بالنار. محمد البراهمي كنت أعرفه شخصيا، زارني في مكتبي أربع أوخمس مرات. أتفهم مشاعر الناس ولكن يجب أن نتحكم فيها ونوجهه. القاتل يبحث عن انفلات الوضع وعن اللاشرعية". استبعد المسؤول من جهة أخرى أي احتمال حدوث سيناريو مصر وقال: "إطلاقا، لا نملك نفس التوابل. الوفاق موجود في تونس. التقينا بكل القوى المعارضة، الحوار دائم بيننا. أما عن الجيش التونسي، فهو مؤسسة محترفة ومنضبطة، لم تتدخل يوما في الشأن السياسي".