كشف مدير التوزيع الولائي للكهرباء والغاز بالبليدة، مزري عبد الحميد، ل ''الجزائر نيوز'' عن مشروع ريادي في تنظيم الرقابة على قرصنة الكهرباء والغاز بالولاية، والتي تكبد الشركة سنويا خسائر مالية كبيرة كانت شركة توزيع الغاز والكهرباء بالوسط قد حددتها في وقت سابق بقرابة 90 مليار سنتيم· أفاد المسؤول ذاته حول سؤال يتعلق بالعرض الذي كانت قد تقدمت به شركة برتغالية خاصة، والذي يتمثل في تقنية حديثة للتحكم عن بعد في توزيع واستهلاك الطاقة الكهربائية من شأنها محاربة كل أشكال القرصنة، فإن سونلغاز لم تمض أي اتفاقية مع الشركة المذكورة، خاصة وأن الجزائر بادرت إلى دراسة هذه التقنية منذ حوالي 09 سنوات بكل من ولاية قسنطينة وكذا ببئر مراد رايس وفاريدي بالعاصمة، ولكن على سبيل الدراسة، فيما سيتم تعميم هذه التقنية بالبليدة كتجربة أولى وريادية· من جهة أخرى، وفي إطار الحملة التحسيسية من أخطار استعمال الغاز الطبيعي التي بادرت المدرسة التقنية لسونلغاز بالبليدة إلى تنظيمها مؤخرا بالتنسيق مع جميع الشركاء الفاعلين من مديرية الحماية المدنية إلى مديرية الصحة ومديرية التربية بذات الولاية، والتي تستهدف العنصر النسوي وتلاميذ المؤسسات التربوية بالولاية بغرض إعطائهم الشروحات الواضحة حول كيفية استعمال الغاز الطبيعي وكيفية الوقاية من أخطاره، مع العلم أن تسربات الغاز الطبيعي خلفت خلال السنة الجارية مقتل 07 أشخاص، فيما تم إسعاف 31 شخصا آخر من خطر الاختناق، حسب الحصيلة التي قدمتها خلية الإعلام التابعة لمديرية الحماية المدنية مع تسجيل 08 حالات انفجار لقوارير الغاز خلفت بدورها 08 إصابات، قال المصدر ذاته أي مدير التوزيع الولائي مزري عبد الحميد، فإن أكبر الأخطار التي تهدد المواطنين والناجمة عن الغاز الطبيعي تعود بالدرجة الأولى إلى البناءات الفوضوية التي تنجز بمحاذاة شبكة الغاز، مما يجعل هذه الشبكات بمثابة قنابل موقوتة، خاصة وأن العديد من أيادي التخريب تطال هذه الأخيرة، وهو ما أظهرته صور مأخوذة من عدة مناطق بالبليدة تشير إلى عمليات الحفر التي تجعل من أنابيب الشبكة على مستوى ظاهر ما يهدد بانفجارها في أي لحظة· كما أن بعض المواطنين يقومون باستغلال الشبكات الموجودة دون إخطار مصالح سونلغاز ما يشكل تهديدا مباشرا على حياتهم يصعب من عمل أعوان الشركة، بالإضافة إلى عدم التحكم في التعطلات التي تحدث، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على استغلال الكهرباء، حيث كانت قرصنة الكهرباء بمنطقة بن عاشور خلال الصائفة الماضية السبب في انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من المناطق بقلب البليدة ولمدة ثلاثة أيام متواصلة، حسبما أسر به مسؤول من الشركة الذي قال إن المواطنين لا يدركون حجم ما نقوم به لضمان استمرارية ونوعية الخدمات التي نقدمها لهم· مدير التوزيع، وفي سياق حديثه عن الاعتداءات التي تتعرض لها مختلف شبكات الغاز والكهرباء بالولاية، قال إنها بلغت 228 حالة بالنسبة للكهرباء، 84 منها في دائرة الأربعاء لوحدها تليها بوفاريك ب 66 حالة· كما تصدرت الأربعاء القائمة فيما يتعلق بالاعتداءات المسجلة التي تتعرض لها شبكة الغاز الطبيعي ب 16 حالة، في حين بلغ العدد المسجل على المستوى الولائي 44 حالة· ذات المسؤول قال إن الخسائر المنجرة عن هذه التصرفات تؤدي إلى خسارة فادحة في الطاقة تصل إلى حدود 1000 دينار للكيلو واط الذي يذهب هباء، في حين يتم بيعه للمواطن مقابل 4 إلى 5 دنانير· من جهة أخرى، قال المسؤول ذاته إن أغلب الاستثمارات التي كانت الشركة تطمح تجسيدها في أرض الميدان من أجل تحسين خدماتها مازالت رهينة البيروقراطية التي تعتمدها السلطات المحلية في تسييرها· كما أن المصالح البلدية وإلى جانب بعض من المواطنين تكون في غالب الأحيان وراء خسائر كبيرة للشركة نتيجة أشغال التهيئة التي تطال مختلف الشبكات، والتي تتم دون إخطار مصالح سونلغاز·