كانت لنشأة الشيخ علي الحذيفي تأثير عميق في وجدانه الذي عمر بالقرآن، فقد كانت أسرته متدينة فيما كان والده إماما وخطيبا في الجيش السعودي؛ وذلك ما جعله أكثر ارتباطا بعلوم القرآن الذي أصبح أحد أشهر قرائه في العالم الإسلامي؛ وذلك ينسجم مع موهبته في الترتيل بصوت رقيق ومخارج قوية. ولد الشيخ الحذيفي في قرية القرن المستقيم جنوب منطقة مكةالمكرمة سنة 1947، وتلقى تعليمه الأولي في كتاب تلك القرية، وقد ختم القرآن الكريم مبكرا، مع حفظ بعض أجزائه، وذلك ما هيأه لأن يتسع بحصيلته العلمية، فالقرآن يمنح صاحبه قوة دافعة في العلم، فكان أن حفظ ودرس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة، ثم كان التحاقه بالمدرسة السلفية الأهلية، ثم المعهد العلمي ببلجرشي وتخرج فيه مكملا المرحلة الثانوية. تابع الشيخ مسيرته العلمية برغبة كبيرة لعبت فيها النشأة الدينية دورا مؤثرا، فأكمل دراسته الجامعية وحصل على الماجستير من جامعة الأزهر ثم الدكتوراه من الجامعة نفسها. عمل الشيخ الحذيفي في التدريس الجامعي لأعوام عديدة في الجامعة الإسلامية، ودرس المذاهب بقسم الدراسات العليا، والقراءات بكلية القرآن الكريم، قسم القراءات. ولما يمتلكه الشيخ من ملكات صوتية متميزة وموهبة كبيرة في التلاوة الخاشعة، فقد كان أحد القراء المتميزين في السعودية والعالم الإسلامي، وله تسجيلات إذاعية في عدد من الإذاعات داخل المملكة وخارجها. ونظرا إلى قدراته الفائقة في التدريس الشرعي والتلاوة الجزلة والعلم الواسع، فقد عمل في كثير من المجالات الدعوية والعلمية، وإلى جانب عمله بالتدريس الجامعي عمل إماما وخطيبا لمسجد قباء لفترات متفاوتة، ثم إماما وخطيبا للمسجد الحرام في مكةالمكرمة في عام 1992، وإماما وخطيبا للمسجد النبوي منذ العام 1993، كما أنه رئيس اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية، وعضو لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف المرتلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وعضو الهيئة العليا لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ولا يزال يعمل في المجال الدعوي والعلمي ويتدفق علمه على طلابه وعموم المسلمين بما يقوم فقههم وعقيدتهم.