أجلت الولاياتالمتحدة جميع الموظفين غير الأساسيين في قنصليتها في لاهور شمال شرقي باكستان، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية بسبب "تهديدات محددة" في إطار إنذار عام من اعتداءات تعد لها القاعدة. كما دعت وزارة الخارجية مواطنيها إلى عدم القيام بأية رحلة "غير ضرورية" إلى باكستان، وفقا لما ذكرت تقارير صحفية نشرت أمس الجمعة. وجاء في بيان أن "وزارة الخارجية أمرت في 8 أوت 2013 برحيل الموظفين غير الأساسيين في القنصلية الأمريكية العامة في لاهور بباكستان". وأوضحت الوزارة أن إجلاء الموظفين ناتج عن تهديدات محددة بشأن القنصلية الأمريكية في هذه المدينة. وتابع البيان: "أن وجود عدة مجموعات إرهابية أجنبية ومحلية يشكل خطرا محتملا على المواطنين الأمريكيين في باكستان". وصرحت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في إسلام أباد ميغان غريغوريس: "تلقينا معلومات متعلقة بتهديد لقنصليتنا في لاهور. وقمنا (كتدبير) احترازي بإجلاء جميع الموظفين باستثناء (الموظفين) الضروريين". وأوضحت الخارجية الأمريكية أن عملية الإجلاء ناجمة عن "تهديدات محددة" تتعلق بالقنصلية في لاهور عاصمة إقليم البنجاب الأكثر اكتظاظا في باكستان. وقد أغلقت الولاياتالمتحدة خلال الأيام الأخيرة نحو 20 بعثة دبلوماسية خصوصا في العالم الإسلامي بسبب مخاطر وقوع اعتداءات لكن ليس في باكستان. وبحسب الموقع الأمريكي "ديلي بيست" على الأنترنت، فإن الإنذار الأمريكي أطلق بعد رصد مؤتمر هاتفي بين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ومسؤولي مجموعات متفرعة عن الشبكة مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والدولة الإسلامية في العراق والشام وحركة أوزبكستان الإسلامية وحركة طالبان الباكستانية وبوكو حرام وإسلاميين من شبه جزيرة سيناء المصرية. وأثناء هذا المؤتمر جرى الحديث بعبارات غامضة عن مخطط لتنفيذ اعتداءات وعن نشر مجموعات لتنفيذها كما ذكر الموقع نقلا عن مسؤولين أمريكيين. وبحسب الموقع الأمريكي أيضا فإن أيمن الظواهري عين زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي ومقره اليمن "مديرا عاما" لتنظيم القاعدة والرجل الثاني فيه. وتعد باكستان واليمن البلدين الأكثر تعرضا لقصف الطائرات الأمريكية دون طيار. وقد كثفت الولاياتالمتحدة عمليات قصف الطائرات دون طيار منذ 28 جويلية الماضي في اليمن لكنها قصفت المناطق القبلية في شمال غرب باكستان، التي تشكل معقلا للجماعات الإسلامية المسلحة مرة واحدة منذ ذلك التاريخ، في 29 جويلية. وقالت ميغان غريغوريس إن عملية الإجلاء من قنصلية لاهور غير مرتبطة بالتهديدات الإرهابية السابقة، التي أدت إلى إغلاق نحو 20 بعثة دبلوماسية أمريكية في الشرق الأوسط وإفريقيا. وقد بقيت لاهور ثاني أكثر المدن الباكستانية اكتظاظا بالسكان مع 12 مليون نسمة، في منأى عن الهجمات خلال السنوات الأخيرة خلافا لكراتشي (جنوب) وبيشاور (شمال غرب) وكويتا (جنوب غرب). وأقفلت جميع البعثات الدبلوماسية في عطلة نهاية هذا الأسبوع في باكستان بسبب عيد الفطر. وستفتح السفارة الأمريكية في إسلام اباد مجددا أبوابها، الاثنين المقبل، لكن من المرجح أن تبقى القنصلية في لاهور مغلقة كما قالت غريغوريس مؤكدة "سنواصل تقييم المعلومات حول الخطر" قبل اتخاذ أي قرار.