أفادت مصادر لقناة إعلامية باستقالة الهادي بلعباس، المستشار الأول لرئيس الجمهورية التونسي، وذلك يوم أول أمس الجمعة. يأتي ذلك بينما أزالت قوات الأمن خيام الاعتصام الموجودة في ساحة "باردو"، بعد أن انتهت المهلة التي منحتها قوات الأمن للمعتصمين أمام المجلس التأسيسي لفض اعتصامهم، لكن بعد تدخل المواطنين وعدد من النواب والسياسيين، تمت إعادة تركيز الخيام التي سبق وتمت إزاحتها. وتسود الشارع التونسي حالة ترقب وسط غموض حيال مصير الائتلاف الحاكم الذي تقوده حركة النهضة وحزبا المؤتمر والتكتل، بعد تصاعد احتجاجات المعارضة التي تطالب بحل الحكومة وحل المجلس الوطني التأسيسي منذ اغتيال البراهمي الشهر الماضي. جاء ذلك بعد مبادرة الأمين العام لحركة النهضة التونسية، حمادي الجبالي، التي تقدم فيها لحل الأزمة التي استفحلت عقب اغتيال البراهمي. ودعا الجبالي في مبادرته لعقد جلسة للمجلس التأسيسي لسن قانون انتخابي جديد، إضافة إلى تحرير الدستور والمطالبة بحكومة وحدة وطنية. وكان الاتحاد العمالي للشغل - أكبر منظمة نقابية في البلاد - قد طرح مبادرة مختلفة تقضي بالإبقاء على المجلس لحين استكمال كتابة الدستور، ما عزز موقف المعارضة التونسية بالمطالبة بإسقاط الحكومة. وبين هذا وذاك، أتى قرار رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، زعيم حزب التكتل شريك النهضة بالحكومة، ليقلب المشهد السياسي رأسا على عقب، خاصة بعد أن أعلن قبل أيام عن تجميد أعمال المجلس التأسيسي إلى أجل غير مسمى لحين دخول الفرقاء في مفاوضات على قاعدة المبادرة التي قدمها اتحاد الشغل. وبعد يومين من هذا الإعلان، تظاهر عشرات الآلاف من معارضي السلطة في العاصمة التونسية ردا على تظاهرة حاشدة مؤيدة للإسلاميين السبت الماضي، ولم يعلن بعد عن أي موعد أو اتفاق مبدئي على عقد هذه المحادثات.