تحاول حركة النهضة الحاكمة في تونس لملمة الأوضاع واستباق تطورات الأحداث التي عاشتها البلاد عقب اغتيال المناضل اليساري محمد البراهمي، وسارع شركاء الحزب إلى الحديث عن إجراء محادثات استثنائية لتوسيع قاعدة الحكم بهدف وقف غليان الشارع الذي يعيش على وقع الإضرابات منذ الخميس الفارط. ذكر شركاء النهضة الإسلامية في حكومة الائتلاف التونسية أنهم بصدد إجراء مشاورات من أجل التوصل لاتفاقية جديدة لقيادة ثنائية في للسلطة في خطوة استباقية لتفادي تكرر سيناريو الإخوان في مصر، بعد ارتفاع حدة الاحتجاجات في الشارع التونسي على خلفية اغتيال القيادي اليساري محمد البراهمي، وتهدف النهضة إلى إشراك العلمانيين لدحر الخلاف بين الجانبين والحد من اللهجة المتشددة لكل منهما، غير أن خطة النهضة الحاكمة لم تغير المشهد العام في البلاد التي لا تزال تعيش على وقع التظاهرات تتخللها اشتباكات بين المحتجين وعناصر الأمن التي تتدخل في كل مرة لفض اعتصام المتظاهرين مستعملة الغاز المسيل للدموع، حيث أقدمت الشرطة فجر أمس على تفريق المعتصمين مستعينة بالغاز المسيل للدموع كما قامت قوات الأمن التونسي بفك جميع الخيام التي نصبها النواب المنسحبون من المجلس الوطني التأسيسي، وتفريق المعتصمين بالقنابل المسيلة للدموع بعد ليلة من المواجهات والاشتباكات مع أهالي غالبية المدن التونسية الذين انتفضوا للمطالبة بحل الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، ويصر النوّاب المنسحبون من المجلس على ضرورة حله والحكومة وتعويض هذه الأخيرة بأخرى جديدة تتمتع بالكفاءة لتسيير شؤون البلاد. وتصاعدت التوترات في تونس منذ اغتيال المعارض العلماني محمد البراهمي يوم الخميس. وبدأت جماعات المعارضة العلمانية على الفور تنظيم احتجاجات والمطالبة بحل الحكومة التي يقودها الإسلاميون.