"نحن ندين بشدة الصراع الدائر حاليا ببرج باجي مختار وفي كل الأحوال نحن ضد ما يحدث ونتأسف لما آلت إليه الأوضاع هناك، وهذا دليل على أن هناك أشياء جديدة طرأت في الحياة السياسية والاجتماعية تعد غير مسبوقة في الجزائر. وللتخلص من هذه الأحداث يجب فتح الحوار وعدم تقبل الوضع هناك، ولابد كذلك أن يكون هناك وسطاء في هذه المنطقة الحساسة كونها تقع على الحدود، ورغم أننا حاليا ندين ما يحدث إلا أننا في حاجة لمزيد من المعلومات حول الوضع حتى تكون لنا مواقف محددة. وإذا كانت هناك أصوات أقحمت الأيادي الخارجية في الأحداث إلا أننا لا نستطيع الجزم بوجودها طالما وأننا لا نملك معلومات كما أن الأعيان هناك بإمكانهم أن يحلوا المشاكل المطروحة لكن لا يتأتى ذلك إلا إذا شعر المواطن بحقوقه موجودة ومستوفاة، وعندئذ يمكن أن تكون الوسائل جادة وناجعة لأن عدم شعور الناس بالمواطنة والعدالة والأمان يؤدي حتما إلى ما تعيشه منطقة برج باجي مختار". "في الواقع نحن لم نغب عن الأحداث الجارية حاليا في برج باجي مختار وقد عبرنا في هكذا مناسبة عن رفضنا اللجوء إلى العنف لتسوية المشاكل سواء بين السلطة والمعارضة أو بين المواطنين والمنتخبين المحليين، وبالتالي ندعو الجزائريين للحوار وفض مشاكلهم بطرق سلمية وحضارية.ونتأسف لما يحدث في منطقة برج باجي مختار ونترحم على الضحايا الذين سقطوا، وندعو المتخاصمين إلى التصالح والتراحم والتلاحم والأكيد أن ما يحدث من مشاكل في أي بلد تكون وراءه جهات خارجية تحركه وتسعى لتوظيفه لتحقيق مصالحها أو التأثير على الدولة التي تحدث فيها هذه المشاكل، حيث توجد دوائر تسعى كذلك للاستثمار في هذه الأحداث وبالتالي نحن في جبهة الجزائر الجديدة ننادي الجميع لإدراك حساسية الظرف الذي تمر به المنطقة وعدم الانسياق وراء أي فتيل يشعل نار الفتنة في الجزائر، ويتسبب في الانزلاق بها إلى المخاطر التي تمر بها المنطقة فالسلم الوطني سلعة غالية لا تقدر بثمن". "إن الأمانة العامة للمكتب السياسي ترى بأن تدخل حركة سياسية انفصالية مالية في النزاع القائم والأحداث المأساوية التي عاشتها مدينة برج باجي مختار والتي خلفت قتلى وجرحى، يهدف إلى تحريض القبائل الترقية والعربية ضد بعضها البعض، وهو جزء من المخططات العديدة الصادرة عن المراكز الامبريالية التي تستهدف استقرار وسلامة وسيادة بلادنا، وإذ تقدم أمانة المكتب السياسي تعازيها لعائلات الضحايا تنادي إلى تغليب الحكمة واليقظة لإبطال كل تلاعب بالمشاكل المتسببة في النزاع. كما أن السلطات الوطنية والمحلية هي وحدها المؤهلة لإيجاد حلولها بصفة فورية". "منذ بداية الأحداث في برج باجي مختار ونحن نتابعها باهتمام كبير من خلال اتصالاتنا مع عضو اللجنة المركزية محمود كمامة الذي يشغل هناك منصب محافظ تمنراست، زيادة على التنسيق الموجود كذلك مع نواب الأفلان بالمنطقة والسلطات المحلية بأدرار وجميعهم يتابعون الوضع حيث تدخلوا في هكذا مرة واستغلوا العلاقات التي تربطهم بالتوارق بمن فيهم الموجودون بمالي، حيث يعملون اليوم على تهدئة الأوضاع، خاصة إذا علمنا كذلك أن الذين يحركون الأحداث هم من خارج الجزائر وبالتحديد من مالي. كما توجد حاليا اتصالات بحكم تواجدهم على الحدود، ناهيك عن المعلومات التي تصلنا كذلك من محافظ تمنراست كمامة الذي يحدثنا يوميا عن الأوضاع في المنطقة. وعليه فنحن نتابع باهتمام ونبذل مجهودات ميدانية من خلال اتصالنا بأعيان المنطقة والسلطات المحلية وكذا الأحزاب المتواجدة هناك لأننا ضد العنف والذي تعرفه برج باجي مختار". "إن موقف التجمع الوطني الديمقراطي معروف دائما حيث يعمل ويحرص على حماية الوطن وسيادته واستقلاليته، وما يحدث في باجي مختار لا يمكن حله إلا من خلال مواصلة الحوار حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة في هذه الظروف خوفا من المساس بالوحدة الوطنية، كما ندعو في نفس الوقت المواطنين في هذه المنطقة إلى الالتزام والحذر من محاولات بعض الأطراف التي لا تحب الخير للجزائر ومنها الأيادي الخارجية خاصة وأن المنطقة تعرف أحداثا لا تخفى لا أحد ونحن متأكدون أن أبناء الجزائر الواحدة الموحدة لن يسقطوا في هذه المناورات، ولنا ثقة كبيرة في حكمة أعيان المنطقة للتحكم في الوضع من خلال الجهد المبدول من طرفهم في عملية استسباب الوضع وإطفاء نار الفتنة طالما وأن هناك الكثير ممن لا يريدون الخير للجزائر ونحن مرتاحون للدور الذي يقوم به أعيان المدينة والحكومة الجزائرية من أجل تطويق الأزمة والوضع".