قررت جماعة بلعياط والحركة التصحيحية بزعامة، عبد الكريم عبادة، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحريرالوطني، في لقاء لهم، أمس، عقد اجتماع اللجنة المركزية، بعد غدٍ، في المقر الرئيسي للحزب بحيدرة، بعد أن قوبل طلبهم بعقده في الرياض بالرفض من قبل وزارة الداخلية، هذا في الوقت الذي وجه فيه، أحمد بومهدي، دعوات إلى أعضاء اللجنة المركزية لإجرائها بالأوراسي، حيث تلقى -حسبه- موافقة حوالي 220 عضو بالحضور. قال الأمين العام السابق للحزب العتيد، عبد العزيز بلخادم، أمس، في اتصال ل "الجزائر نيوز" معه، إنه "بالنظر إلى التأخير المتعمد في عقد الدورة وإلى التصلب في المواقف المبني على العناد، وبالنظر إلى الشوائب التي انتابت ترخيص الداخلية، من حيث القانون الأساسي للحزب والنظام الداخلي للجنة المركزية، مما زاد في احتقان الوضع، وتجنبا لانقسام الحزب في اجتماعين متزامنين للجنة المركزية، وحتى لا أكون شاهدا أو عاملا من العوامل التشتيت"، يؤكد بلخادم: "قررت مع اعتذراتي وشكري للداعمين عدم الترشح للأمانة العامة"، داعيا إلى "وحدة الصف وتحكيم العقل في تحديد مكان واحد يجمع شمل كل أعضاء اللجنة المركزية على أن يحتكم إلى حرية الترشح واعتماد الصندوق وانتخاب أمين عام جديد لحزبنا"، يختم بلخادم. أكد وزيرالاتصال السابق، عبد الرشيد بوكرزازة، ل "الجزائرنيوز" أن "وزارة الداخلية لم تمنح الترخيص لجماعة بلعياط لعقد اجتماع الدورة في فندق الرياض، لذلك قرر أعضاء من اللجنة المركزية خلال اجتماع، أمس، رفقة جماعة عبد الكريم عقد الدورة في مكان لا يتطلب ترخيص من وزارة الداخلية وهوالمقر الرئيسي للحزب بحيدرة، كما تقدم المجتمعون -حسب بوكرزازة- بطلب للداخلية لإلغاء الترخيص الممنوح لأحمد بومهدي وجماعته، وهو الأمر الذي اعتبره المتحدث مؤشرا على دفع الوضع داخل الحزب إلى الانفجار مجددا. من جهته، شدد منسق الحركة التصحيحية بالحزب، عبد الكريم عبادة، على عدم حضور اجتماع الأوراسي، معلنا تمسكه بعقد الاجتماع بفندق الرياض في حال ما إذا وافقت الداخلية على طلب بلعياط، اليوم، وإذا ما لم يحظ الطلب بالموافقة -يضيف عبادة- فإنه سيتم عقده في مكان لا يتطلب أي ترخيص. وأوضح عبادة أن جماعته متمسكة بالشرعية المتمثلة في قرار بلعياط والمكتب السياسي، لأن بومهدي غير مؤهل -حسبه- لطلب الترخيص واستدعاء اللجنة المركزية للاجتماع. وفي رده عن إمكانية عدم حيازتهم على النصاب بعد غد، قال المتحدث إن "المهم هو عدم التنقل إلى الأوراسي، لأن المسألة مسألة مبدأ وما يقوم به بومهدي هو استيلاء على الشرعية لأكبر حزب في البلاد". كما أن قوله -يضيف عبادة- "أنه مدعوم من قبل رئيس الجمهورية هوعمل ضد إرادة الرئيس وإساءة لسمعة شخص الرئيس، وهو مجرد ادعاء لكسب دعم أكبرعدد من الأعضاء، لأنه لا يعقل أن يقبل رئيس الجمهورية بإحداث انقسام داخل الحزب"، مشيرا إلى أن "إصراره على إجراء الدورة في الرياض أو في مكان آخر غير الأوراسي، هو بمثابة موقف تاريخي يقومون به لإنقاذ الحزب من الانقسام". أما سي عفيف، عضو المكتب السياسي وأحد مساعدي المنسق العام للحزب، عبد الرحمان بلعياط، فضل الالتحاق بجماعة بومهدي وقبول دعوته لحضور اجتماع الدورة بالأوراسي، حيث أكد ل "الجزائر نيوز" قائلا: "قررنا، بعد استشارة زملائي واحتراما لمؤسسات الدولة وخاصة تلك التي منحت الترخيص، وحرصا منا على الحفاظ على وحدة الحزب وانسجامه وتجنبا لأي عمل يؤدي بالحزب إلى الانقسام الذي ينم عن الأنانية الضيقة، الالتحاق بالمكان الذي حددته الدولة للمشاركة في أشغال اللجنة المركزية". وردا على أسباب تغييره لموقفه هذا، قال سي عفيف: "جماعة بلعياط هي أعضاء المكتب السياسي فقط، وأغلبهم من الوزراء الذين يفضلون المصلحة الخاصة على مصلحة الحزب، وأنا أحترم بلعياط كمجاهد وهو لطالما فضل المصلحة العامة على الخاصة، ولا يقع في فخ بعض أعضاء المكتب السياسي". وأعرب المتحدث عن أمله في "أن تجري أشغال الدورة في جوٍ مسؤول ديمقراطي وشفاف، خاصة وأن المجال مفتوح أمام أبناء الحزب للترشح"، مؤكدا في الوقت ذاته، على أنه "سيؤيد ابن من أبناء الجبهة الذي يحرص على وحدة الحزب وعلى مكانته كأول قوة سياسية في البلاد". أوضح رئيس مكتب دورة اللجنة المركزية السابقة، أحمد بومهدي، أن التحضيرات بشأن عقد الدورة بالأوراسي تشارف على الانتهاء، حيث وجهت كل الدعوات إلى أعضاء اللجنة المركزية، بمن فيهم بلعياط وجماعته، الذي لم يؤكد قبولها. كما أكد المتحدث، أنه تم حجز القاعة والغرف الخاصة بالمشاركين بفندق الأوراسي، مشيرا إلى أن طلب بلعياط والمكتب السياسي لعقد الدورة بالرياض قوبل بالرفض من قبل وزارة الداخلية، ومن قبل إدارة الفندق، أمس. وأضاف بومهدي في اتصال ب "الجزائرنيوز" أنه التقى، الخميس والجمعة الماضيين، ببلعياط بشأن المسألة، إلا أن هذا الأخير يصر -حسبه- على عقد الدورة في الرياض، وقال المتحدث: "لقد حاولت الاتصال، أمس، ببلعياط للوصول الى اتفاق، لاسيما بعد تأكيد رفض الداخلية لطلبه، إلا أنه لا يرد على اتصالاتي الهاتفية، خاصة وأن عدد من جماعته مثل سي عفيف قد أبدوا موافقتهم على دعوتنا لحضور الدورة بالأوراسي"، وأضاف محدثنا أن "غياب بلعياط لا يهمنا لأن الأفلان ليست مرتبطة بأشخاص، كما أننا نحوز على أكثر من 220 توقيع لأعضاء اللجنة المركزية، وهو ما يمثل أكثر من النصاب القانوني". أما رئيس المجلس الشعبي السابق، عمار سعيداني، وهو أحد المرشحين لخلافة بلخادم على رأس الحزب، فقد أكد لنا أنه تلقى دعوة من بومهدي لحضور دورة الأوراسي وأنه سيلبي الدعوة بتأكيد الموافقة عليها. وحول مسألة ترشحه لأمانة الأفلان، كما هو مروج له، فقد قال سعيداني إنه لن يترشح إلا من داخل اللجنة المركزية، مفضلا الاكتفاء بهذا القدر من الكلام.