تشهد معظم مراكز ومكاتب البريد ندرة في بعض فئات الطوابع الضريبية على غرار الطوابع الخاصة ببطاقة التعريف الوطنية، رخصة السياقة والبطاقة الرمادية، ما أدى إلى حالة من الاكتظاظ والفوضى ببعض المراكز التي تتوفر على كميات محدودة منها. حسب تبرير موظفي الشبابيك بمراكز ومكاتب البريد، فإن عدم توفر فئات من هذه الطوابع الضريبية ذو صلة بنمط التسيير المعتمد بالمديرية العامة لمؤسسة بريد الجزائر المتهمة بسوء التسيير نظرا لعدم اكتراثها بالطلبات المرفوعة لها المتعلقة بتزويد المكاتب بهذه الطوابع في ظل وجود مراكز لم تتلق منذ قرابة الخمسة أشهر ردا على طلبات التزود بها رغم الطلب المتزايد عليها، ويضطر بذلك المواطنون العودة أدراجهم ويتم في أغلب الأحيان توجيههم إلى مصلحة الضرائب في الوقت الذي يفترض أن يتحصل عليها المواطن في أقرب مركز بريد. وقد تعذر علينا خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت "الجزائر نيوز" إلى عدد من مراكز ومكاتب البريد، الحصول على طابع جبائي لبطاقة التعريف الوطنية على غرار مركز البريد بساحة أول ماي، الذي يسجل نقصا كذلك في التزود بمختلف الفئات رغم سرعة نفادها وحتى الطوابع الجبائية المتعلقة بالجنسية لا تتوفر بهذا المركز، نفس الشيء بالنسبة لمركز بريد بلوزداد الذي لا يتوفر على الطوابع الجبائية لبطاقة التعريف الوطنية ورخصة السياقة والبطاقة الرمادية وحتى جوازات السفر، والغريب في الأمر أن مركز البريد المركزي الذي يعتبر مركزا رئيسيا لبقية المراكز والمكاتب لا يتوفر كذلك على طابع جبائي لرخصة السياقة، أما بالنسبة لمكتب البريد "ميسونيي"، فإنه لا يتوفر على الطابع الجبائي لرخصة السياقة وبطاقة التعريف الوطنية منذ مدة تفوق الثلاثة أشهر، حسب تأكيد العاملين به. من جهته، أكد المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لعمال البريد، طارق عمار خوجة، أن العجز المسجل في التزود بالطوابع الجبائية بمراكز ومكاتب البريد مطروح عبر مختلف ولايات الوطن منذ عدة أشهر ولا يقتصر على ولاية الجزائر لوحدها، بحيث تجاوزت مدة النقص المسجل سواء في مختلف فئات هذه الطوابع أو بأكملها الأربعة أشهر في بعض المكاتب رغم تقديمها طلب التزود بها إلى الجهات المعنية، وحمّل المنسق الوطني مسؤولية هذا الوضع لإدارة مؤسسة بريد الجزائر المطالبة بتحسين خدماتها المقدمة للمواطن والمكلفة بتلبية حاجيات مراكزها والمكاتب التابعة لها باعتبارها الجهة المخول لها ذلك، معتبرا أن هذا العجز يدل على سوء التسيير المعتمد من قبل هذه المؤسسة. موازاة مع ذلك، أبدى المواطنون الذين اقتربنا منهم تذمرهم من هذا الوضع بعد أن تعذر عليهم الحصول على هذه الطوابع في أقرب مركز بريد بالنسبة إلى مقر سكناهم، ما دفع العديد منهم إلى التنقل بين مراكز البريد بحثا عن هذه الطوابع، هذا الوضع الذي خلق حالة اكتظاظ وفوضى في بعض المراكز البريدية التي تم تزويدها بطوابع جبائية على غرار مركز البريد ببئر خادم الذي توافد عليه مواطنون من مختلف بلديات العاصمة، اضطر فيه البعض إلى الانتظار لمدة لا تقل عن ساعتين من أجل الحصول على طابع جبائي لبطاقة التعريف الوطنية.