حالة من الذعر والفزع عاشها أعوان الأمن وعمال حديقة التجارب وبعض المواطنين الذين قصدوا هذا الفضاء الترفيهي صباح أمس، بعد أن فوجئوا بوجود أسد يجري في كل الاتجاهات وسط الحديقة، بعد أن خرج من القفص الذي كان يتواجد به. لقد كانت الساعة تشير إلى العاشرة والربع صباحا عندما شاهد من كان في الحديقة أسدا متوهجا، الأمر الذي أربكهم، حسب شهادة أحد حراس الحديقة الذي كان بدورة المياه واندهش عند خروجه من تواجد الأسد غير بعيد عنه: "لقد تملكني خوف كبير عند رؤيتي للأسد وأنا أهمّ بالخروج من دورة المياه، ولم أجد من حيلة سوى العودة إلى الداخل خشية التعرض إلى مكروه". أما بقية الشهود الذين عاشوا فترة الارتباك الكبير التي عرفتها الحديقة، فقد أجمعوا كلهم على أنها المرة الأولى التي يشعرون فيها بخوف حقيقي: "لقد قمنا بحماية بعض المواطنين الذين كانوا داخل الحديقة ونقلناهم إلى الخارج وقمنا بغلق الحديقة". ولئن كانت ملابسات عملية خروج الأسد من قفصه ماتزال غامضة وتحتاج إلى تحقيق، حسبما صرح لنا به المدير العام للحديقة، عبد الرزاق زرياط ، فإن كل الاحتمالات تبقى واردة حول الظروف التي استطاع فيها هذا الأسد الخروج: "ربما يكون باب القفص الذي كان به مفتوحا، لكن لا نستطيع الجزم بذلك طالما أن نتائج التحقيق لم تصلنا بعد"، قبل أن يضيف أن "كل الإجراءات اتخذت فور حدوث الواقعة، تتوفر الحديقة على جميع الإمكانيات، وهو ما سمح لنا بالتحكم في الوضع، حيث لجأنا إلى تخديره عدة مرات من بعيد بحضور طبيبة بيطرية تابعت العملية، وعند تأكدها أن الأسد بات في المتناول تمكنا من القبض عليه، وحاليا هو يخضع لعملية الإنعاش الطبيعية". كما أكد لنا مدير الحديقة أن هذه الحادثة تعد الأولى، حيث لم يسبق أن خرج حيوان خطير مثل الأسد من القفص: "حدث يوما أن خرجت غزالة، غير أننا استطعنا التحكم فيها، وكذلك الشأن بالنسبة لأحد الطيور، لكن ذلك لم يطرح لنا إشكالا طالما أنها حيوانات غير ضارة". كما علمنا أن أبواب الحديقة فتحت مجددا أمام المواطنين بعد حوالي ساعة ونصف عن وقوع الحادثة، وأن الأمور عادت إلى طبيعتها، وهو ما وقفنا عليه عند زيارتنا لها في حدود الثانية زوالا. وفي جانب آخر، تحدث المدير العام للحديقة أن الحديقة تستقبل خلال العطل المدرسية والمناسبات والأعياد حوالي 15 ألف زائر يوميا: "خلال العام الماضي سجلنا توافد حوالي مليون زائر ومعظمهم يتجهون إلى الجناح المخصص للحيوانات، كما أن المراقبة والحراسة مضمونة طيلة ال 24 ساعة، حيث يتم مراقبة كل الأماكن التي توجد بها الحيوانات، كما يقوم عمال النظافة بتنقية المحيط صباح كل يوم، وكل الإحتياطات تتخذ من أجل تجنب كل مكروه للعاملين بالحديقة والزوار".