لست متأكداً بشكل كاف إن كانت مبادرة الدكتور حمزة زوبع، التي نشرها على الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة، هي التعبير الرسمي والخلاصة السياسية التي توصل لها الحزب الذي حكم مصر لمدة عام مضى ومن خلفه الجماعة التي كانت توصف بالأكثر تنظيماً، قبل أن يتم عزل الرئيس وبداية متابعة الجماعة بكافة السبل والوسائل، بعد انتفاضة شعبية كبيرة شهدها الشارع المصري بداية من الثلاثين من جوان وحتى الثالث من جويلية من العام الجاري، حيث تدخل الجيش وأنهى مهام الرئيس السابق. أقول لست متأكدا من "حرفية تمثيل المبادرة للإخوان وحزبهم" رغم أن الرجل يحمل مسؤولية الناطق الرسمي للحزب، وبالتالي من المفترض أنه يعبر عن الموقف الرسمي، لكن لأن هذه الجماعة تعودت كثيرا في إطلاق بالونات اختبار كثيرة، حيث تطلق شيئا على لسان أحد قيادييه فإذا تلقفه الشارع مضت فيه وإذا لفظه سرعان ما تدخلت لنفي تمثيله للحزب والجماعة. وإذا ما افترضنا جدلاً أن مقالة "زوبع " تعبر عن رؤية الجماعة وحزبها، فإنها بادرة مهمة وإن جاءت متأخرة جداً، تكشف عن فهم جديد يسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجماعة والحزب، وأول محاولة لتجاوز مرحلة الإنكار الذي ظلت تعيش الجماعة تحت ظله. ومهما اختلفت القراءات حول "موقف زوبع" فإن المؤكد أنه لا يمكن في "جماعة مغلقة" كجماعة الإخوان معروفة بالالتزام التنظيمي الذي يصل لحد الطاعة المطلقة للقادة، أن يصدر من أحد متحدثيها مبادرة "باجتهاد شخصي" تتضمن اقتراحات حل لإحدى أعقد المعضلات التي واجهتها الجماعة منذ تأسيسها في عام 1928. وبالتالي فإن فرضية سعي الجماعة لتدارك الموقف تبدو واضحة في هذه المبادرة، التي وإن بدت في معظم بنودها تكرارا لما سبق تأكيده، فإن أهم ما يميزها أنها تعترف بسوء المرحلة الانتقالية من جهة وتقدم اعتذارا مستحقا من الجهة الاخرى، فضلا عن قدرتها على تجاوز الشرط السياسي والحاجز النفسي الذي ظل يجهض أي مبادرة للحل المتمثل في "مطلب عودة مرسي".