قال عبد القادر بوعزارة، محافظ المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، في ندوة صحفية أمس بالعاصمة، أن الجزائر تلزمها عشر سنوات للظفر بموسيقي مقتدر جدير بالعزف في أوركسترا سيمفونية، مؤكدا أن الطبعة الخامسة المقبلة ستحتفي بالموسيقيين الجزائريين، وتعترف لهم بتضحياتهم الكبيرة في عز العشرية السوداء. قررت محافظة مهرجان الموسيقى السيمفونية، هذه السنة، أن تكرس طبعتها الخامسة المنتظرة من 12 إلى 19 سبتمبر الجاري، بقصر الثقافة مفدي زكريا، للموسيقيين الجزائريين، عن طريق تكريم بعض الأسماء التي أعطت من نفسها وفنها في سبيل إحياء حفلات في مناطق كانت مصنفة في التسعينيات في خانة مراكز الموت والإرهاب. ومن بين المكرمين هذا العام حسان لونيس، مدير المعهد الجهوي للموسيقى حاليا وعضو دائم بالأوركسترا السيمفونية الوطنية وأول عازف على آلة "الترومبات" في الجزائر، إضافة إلى زميله جمال غازي، وآخرون ممن اعتبرهم بوعزارة "الطائر النادر" في عالم الموسيقى الكلاسيكية في بلادنا. يقول:"الموسيقي الجزائري عانى الكثير وهو يستحق اليوم أن يكرم نظير تضحياته الكبيرة"، في إشارة منه إلى حياة التخفي التي أُجبر عليها الموسيقيون في فترة الإرهاب: "كان الواحد منهم يخفي آلته الموسيقية في حقيبة عادية حتى لا يعرف محيطه أنه فنان"، يردف المحافظ في سياق تبرير أسباب تكريم الفنان الجزائري هذه المرة، وليؤكد على الموسيقي المختص في الموسيقى الكلاسيكية: "الموسيقي بات طائرا نادرا اليوم، والجزائر يلزمها على الأقل 10 سنوات ليكون لها عازف مقتدر يعزف في مجموعة سيمفونية". وعن الغاية الأخرى من المهرجان الدولي المزمع تنظيمه بقصر الثقافة هذا الخميس، أوضح المايسترو حسان العربي، الذي سيقود حفل الافتتاح المشترك بين الجزائر وجمهورية التشيك ضيف شرف الطبعة الحالية، قائلا: "في الوقت الذي تعاني مهرجانات الموسيقى العالمية عوائق مالية ومادية، استطاع مهرجان الجزائر عبر سنوات متتالية ضم أكثر من دولة، واليوم نحن أمام عشرين قطرا، يلتقون ويتقاطعون في سياق إبداعي ثقافي فني، دون حواجز أوجدران تمنع الوصول إلى غاية واحدة وهي المتعة الفنية". ويردف: "المهرجان يصل بين القلوب ويختصر المسافات، ويذلل كل الصعاب التي باتت تميز عالمنا اليوم". وعن عدد المشاركين يعلق بوعزارة: "ستعزف الدول العشرين الريبرتوار العالمي يوميا، بمعدل ثلاث حفلات في اليوم، ناهيك عن مشاركة الكورال الوطنية التي تصقل تجربتها الفنية للمرة الثانية في تظاهرة من هذا الحجم". حسان العربي، هو المايسترو الجزائري الذي يعود إلى بلاده محملا برصيد فني أكاديمي وآخر عبارة عن حقيبة تراثية ثقافية عبئت خلال طفولته بأصوات محيطه ووالدته، هوفنان يرى أن الموسيقى "لغة الملائكة" قبل أن تكون للانسان لغة أخرى يتواصل بها، وهو الذي يدافع عن فكرة أن لا وجود لمستويات موسيقية متبانية أومتفاوتة، أوبتعبير آخر موسيقى عالمية وأخرى لا.. وهو ما حاول توضيحه في لقائه بالصحافة الوطنية أمس الاثنين بالمعهد العالي للموسيقيى بالجزائر، حين قال إن كل الموسيقات الممكنة تصلح أن تكون موسيقى عالمية، ولا يهم موقعها من الخريطة، فلا الجنوب ولا الشمال يحدد قيمة الصوت الفني النابع من ذاكرة إنسان ما. حسان العربي سيقود حفل الافتتاح، هو عازف بيانو بارع، و«كور" أيضا، سيكون واحدا من الأنامل التي ستحيي ليالي الجزائر العاصمة الفنية، على شرفة العناصر المطلة على البحر المتوسط، المكان الذي اختارته المحافظة تحت خيمة ضخمة تسع 1200 شخص.. على أن يلتزم المهرجان، حسب محافظه، بشهر سبتمبر كموعد قار مستقبلا لهذا الالتقاء. جدير بالذكر أن المهرجان يوفر فرصة التكوين للطلبة، ويسجل مشاركة عربية ممثلة في تونس وسوريا اللتين أكدتا حضورهما رغم كل ما يلف بلدهما من مشاكل أمنية وسياسية، على حد قول بوعزارة.